اخر الاخبار هنا اخر الاخبار هنا اخر ااالاخبار هنا

عدد الضغطات : 5,201
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز
قريبا
بقلم :
قريبا

العودة   منتديات مشاعرهم الادبية > ۩۞۩الاقســـام الـــعامـــة ۩۞ > بقـــلمي (القلم الحــر والنقاش الجاد)
تحديث الصفحة حكايات بين الرفوف (م.ق)

رد علي الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-18-2013, 11:50 PM   #11
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مثير الجدل مشاهدة المشاركة
وسوسة شيطان

(حاتم) رجل دين ملتزم جدا , متشدد , حافظا للقرآن , دقيق في أصغر تفاصيل دينه , أمام مسجد يصلي خلفه حشودا وجموع , يحبه الجميع ويحترمه لأخلاقه العالية وغيرته الشديدة , يأتي إليه الناس من كل حدبا وصوب يستمعون لنصائحه التي لاتقدر بثمن .

ذات يوم كأنه يبشر خيرا إذ كان جالسا في شقته التي ملئت أيمانا وأحتسابا ملائكة تزورها وتحب المكوث فيها , كعادته يقرأ ماتيسر من كتاب الله بصوتا خاشعا سجي يجبر سامعه على الوقوف ريثما ينتهي , لحظات قنوته تلك قاطعها طرق باب شقته المشؤوم وكأنه إبليس أو أحد شياطينه , فتحه وإذ بها فتاة يقشعر لجمالها البدن , أشاح نظره عنها محصنا نفسه من ثغرة قد يغرره الشيطان بها , لم يقدر على ذلك فجمالها يخطف اللب والأبصار لم يرى مثلها قط , نظر إليها مرة أخرى وباغتها بسؤال : من أنتي ؟
الفتاة : أنتقلت للتو , وأسكن قبال شقتك .
حاتم : وماذا تريدين , أتنشدين شيئا ؟
الفتاة : علمت بأنك رجل دين تقدم النصح للناس , وأنا كنت فتاة سيئة غرتني الحياة بملذاتها , أعاقر الخمر , وأحضر حفلات ماجنة , أقيم علاقات مع الجميع , عرفت ذنبي الآن , وأشعر بأنني جيفة قذرة , أليا توبة ؟

لم يبخل عليها (حاتم) بالنصح فتلك وظيفته , أدخالها شقته وعالمه النظيف الطاهر راح يرشدها ويعلمها مما حفظه وتربى عليه , شغلته مشكلة أخرى هزت إيمانه شيئا ما إذ تلك الوساوس والهواجس الشيطانية لم تبارح نفسه لحظة , يصدها ويردها ترجع إليه بطريقة أو بأخرى بأسلوب ناعما سلس , جمال تلك الفتاة شتت ذهنه وخلخل إيمانه , متمالك نفسه بخطوات ثابتة وأخرى مهزوزة كخيطا رفيع بين نارا وجنة , أدى ماعليه من أمانة مطمئنا الفتاة وقت خروجها من شقته ومؤكدا لها حرصه الشديد بأدخال الأيمان قلبها وتطهيرها من تلك الذنوب التي لحقت بها .

وحيدا منفردا في شقته التي لم تنجس من قبل كما حدث لتوه , صورة الفتاة لم تفارقه لحظة شيطانا يوسوس له وآخر يتلاعب به , يقاوم تارة وأخرى يقرأ ماتيسر من آيات تبعد الشياطين عنه , يصبر ويتحمل كل ذلك الهاجس , يصفع إبليس فيعود إليه كل مرة بفكرة أكثر إغراء من أختها , مجاهدا بين نفسه التي مامست هكذا من قبل .

مترددة عليه الفتاة مرة في الليل وأخرى في ضحى تستفيد مما يعلمها وينورها بأيمانه التي زعزته وبعثرته وقلبت كيانه دون قصد .

تمر الأيام عليه والحرب تشتد عنفوان ووحشية وقسوة بداخله , وذلك الوسواس اللعين بدأ يرجمه ويستنزف إيمانه قبل طاقته , لم يعد قادرا أكثر على أمتداد تلك الحرب , إذ وصلت عقله وراحت تقصفه بصواريخ لم يعرف مصدرها , تتفجر محدثة أشعاع شبه نووي يزيل ماحفظه تلك السنين ويمحي دينه من ثباته .

أنهكته الحرب وأفلست مالديه أخرجت منه خزائن لم تقدر بثمن , ظل يحتفظ بها سنين وعقود ليوما كهذا لم يدري بأنها أفسدت وتعطلت ولم تعد تنفعه , فالمعارك تتنوع أساليبها وأستراتجيتها من جيشا لآخر , كل حربا لها طرقها وترسانتها الخاصة بالفوز كل وحسب ماتقتضيه الحاجة , فلم يكن جاهزا لهكذا نوع من المعارك إذ ظن نفسه بمنأى عنها ولن تصل لداخله فلم يقاوم ببسالة كما ينبغي , راح يطلق قذائف بشكل عشوائي أرتدت عليه وجنوده في النهاية , بنيران صديقة خسر الحرب وكل شيء رافعا بيده راية الأستسلام البيضاء .

خلع رداءه الطاهر وأرتدى آخر كله نجاسة , ينتظر الفتاة وينتظر ليرتكب جريمته التي حلم بها كابوسا يدخله نارا وقودها الناس والحجارة , دق الباب وقلبه يدق معه دخلت الفتاة محتشمة تطالع الأرض خجلة , أقفل الباب على غير العادة مخبأ مفاتيحه بداخل جيبه مما أفزع الفتاة وأخافها
سألته متعجبة : لما قفلت الباب ؟
حاتم : حقيقة الأمر جمالك الفاتن سلب عقلي , ليته ذاك بس حتى إيماني وديني , أقاوم طوال تلك الأيام بلا جدوى فلا قدرة لي عليه .
أحست الفتاة برهبة لم تشعر بها من قبل , ترتجف قائلة : ماذا تفكر أن تفعل ؟
حاتم : أعاشرك , هذا كل ماأطلبه , بعدها تعودين شقتك بسلام .
رفضت الفتاة بقوة , وقالت له : أمجنونا أنت , هل فقدت عقلك , رجل دين مثلك , كيف تجرأ وتقول هذا .
حاتم : أرجوك , لم أعاشر فتاة قط , فلست متزوجا كما تعرفين , والشيطان تلاقفني من كل جانب , وأظهر قبيح سريرتي .

مرارا وتكرارا رفضت الفتاة , فكرت أن تأخذ المفتاح من جيبه ولو بالقوة , شدا وجذب بينهما فقام بضربها كما لم يضرب أحدا من قبل , وكأنه ينتقم لإيمانه ودينه الذي لن يعوض , وقعت الفتاة أرضا أستغل تلك اللحظة نزع ماترتديه (أغتصبها) وفعل ماأراده وخاض لأجله حربا دمرته ودمرت كل جميلا فيه.

بعد أن أنهى فعلته همت الفتاة بالخروج من الشقة بحسرة وحرقة على مصاب جلل أصابها , وحين صلت إلى الباب توقفت فجأة , لحظات أستدارت عليه
وقالت : أريدك أن تسامحني ؟
حاتم الذي تعجب من كل ذلك , أجابها : ولما , إنتي من يفترض أن يسامحني , فلقد قمت بضربك وأغتصابك , ثم سكت ثوان وقال : لكنني لاأريدك أن تخبري أحدا بالذي حدث , كي لاتشوهي صورتي الجميلة الطاهرة , وحتى لو أخبرتي الناس بذلك فلن يصدقك أحد ثقي بي , لأنهم يعرفوني جيدا .
الفتاة : حسنا , لك ماأردت , ولكنني أرتجيك ثانية لكي تسامحني ؟
تبسم حاتم وقد غلبته حيرة ما , وقال لها : أخبرتك مسبقا , ولماذا تريدينني أن أسامحك .

أقتربت منه الفتاة بخطوات لايسمع صوتا لها مما جعله يتوجس خيفة منها , أحتضنته بقوة شديدة أحس بها نارا تحرقه , همست بهدوء في أذنه , وقالت : (أنني مصابة بالأيدز) .


الاخ العزيز الكاتب مثير للجدل
الفاضل علي محمد
بالفعل قصة تسرد وتتحدث عن واقع حاصل
والنفس احيان امارة بالسوء
والشيطان يوقع البعض بالخطآ
للآسف لحظات شيطانية تجعل الانسان يندم طول العمر
وعند التجارب يكرم المرء او يهان
والامتحان يظهر المعادن ومن يسمع لنداء الشيطان
دام قلمك ودمت بخير الف شكر
ولي عودة للمتابعة في القصة الثالثة الف شكر


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 12-19-2013, 12:37 AM   #12
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مثير الجدل مشاهدة المشاركة
سعاد

(سعاد) فتاة تبلغ من العمر 26 عامًا ، طيبة القلب (فقيرةً قبيحةً) لاذوق لها في اللباس أو غيره فليست كباقي ذوات جنسها إذ أنها تجهل أبسط صيحات الموضة والأناقة وماتفعله باقي الفتيات , تعرفت على شابا يدعى (يوسف) عن طريق الماسنجر مكانها الوحيد الآمان , حيث تحب الجلوس فيه طويلا والتحدث دون كللا أو ملل كملجأ تختبأ داخله من خطرا يحدق بها هاربة إلى المجهول ببساطة عقلها وتواضعه .

كانت تتحدث إليه كلَّ ليلةٍ ساعات طويلـة ، لم تكـن تعرف شكله ، أيضًا لم يكن يعرف شكلهـــا , يتكلمان عن كلِّ شيءٍ أحلامهما أمانيهما , أخبرته بقبحها وفقرها أرادت أن تكون صادقةً مع نفسها قبل أحد , تعلَّقــت به كثيرًا لجديته وتمسكه بأحلامه ورغبته الصادقة في تحقيق ذاته ، غير أنه وبعد أشهر أنقطعت عنهــا أخباره أختفى من عالم الماسنجر فجأةً دون وداعٍ .

مرَّت سنونٌ أربع تزوجـت خلالها شقيقاتهـا الأصغر منها سنا ، بينما هي ظلَّتْ عزبــاء تنتظر فارس الحلم الذي لم يأتي , حزنت لحالها فلازوج ولا مالا يغنيها ولاحتى جمال .

نفسيتها السيئةً ما عادت تطيق أحدا , لوحدها تبكي دائما وتصرخ بسببا أو بدونه , كان أهلها يراعون مشاعرها لعلمهم بحالتها وقلبهــا المكسور ومحدودية عقلها وتفكيرها , يوسوس لهــا الشيطان لترتكب محرما إلا أنهـا صبرت صبرًا لا يحتمله بشر .

ذات صباح ، آنَ كانت جالسةً على الماسنجر كعادتها حزينةً تندب حظها العاثر الذي عرفته ولم يعرفها بعد , فجأة جاءتها رسالة :
- أهلًا سعاد ، كيف حالك ؟
إنها من يوسف ! ياإلهي
أنتابها فرحا صام عنها أعواما وأعوام , أخذت تتحدث معه طويلًا كأنها تنتقم من السنوات الأربع التي تصرَّمت من عمرها
لحظتها باغتها يوسف بسؤال : أريد أن أراك الليلة ؟
- سعاد : أنت تعلم جيدًا بأني لستُ فتاة من هذا النوع الذي تظنه .
- يوسف : بالطبع أعرف ذلك ، لكن لا تظني بي سوء ، فأنتي تعرفيننـي جيدًا , وإذا كنتِ خائفةً أحضري من تثقين به معك !
أعطاهــا أسم المطعم ورقم الطاولة ، وقال لها : أراك الليلة في الساعة الثامنة ، وأغلق الماسنجر .

أحتارت في أمرها ماذا تفعل؟ وماذا يريد منها؟
الوقت يمرُّ عليها سريعا مترددة بين الذهاب من عدمه , أسئلة غزيرة دوختها جعلتها لاتقدر على الجلوس متسائلة في ذاتها :
- ماذا يريد مني؟
- طريقته في التحدث توحي بأنه إنسانٌ محترمٌ .
- ربما هو يخادعني!
- هل أذهب أم لا؟
- لماذا لا أجعل شقيقي يذهب معي .
- لا ، يريد خداعي والتلاعب بمشاعري .
- لكني أعرفه منذ زمن .
شيئًا فشيئًا كبرت الفكرة داخل رأسها , حتى حزمت أمرها بالذهاب لوحدها ، بقلبها المكسور ، وأحلامها المحطمة ، ومشاعرها المضطربة .

في الساعة الثامنة تمامًا دخلت المطعم وهي تمشي بخطوات مضطربة خائفة ، تنظر هنا وهناك لم تعرف أين هي فالموقف ومايحدث لها جعلها تائهة ضائعة , زمانا رمى بها وأجبرها أن تغوص عميقا , جميع الحاضرين في المطعم راحوا ينظرون إليها بملابسها القديمة البالية بعضهم يضحك وآخر يشفق عليها فمكانها ليس هنا فلم تعتد أجواء كهذه , شدة من عزمها وبحثت عن الطاولة الموعودة حيث كان يجلس عليها شابٌ وحيًدا غير منتبها منشغلا يقرأ (كتاب قائمة الطعام) .

نظرت إليه من بعيد لكنها لم ترى وجه الشاب إذ سترته عنها القائمة ، مترددة خائفة أتذهب وتجلس في طاولة معه أم تعود بيتها الذي لم تحس يوما بدفء جدرانه وستر نوافذه ألا ساعتها , أستجمعت ماأستطاعت من قواها الخائرة وآمالها المشتتة وذهبت إليه مباشرة .
- سألته : أأنت يوسف؟
رفع رأسه بكل هدوءٍ وقال ببرودا شديد : نعم أنا (يوسف)!
أستغربت جدًا حينما تمعَّنت ملامح وجهه كضربة أخرى تلقتها على رأسها , راح تكلم نفسها الحائرة : أمعقول ، هذا الممثل (يوسف) الذي بالتلفزيون , إنه من أشهر وأجمل الممثلين في البلاد , أظنني أخطأت بالمكان !
- سألته مرة أخرى كي تتأكد : هل أنت الممثل (يوسف)؟
- أجابها : بنعم .
- قالت له : يبدو أنني أخطأت الطاولة .
همَّت حينها بالرحيل ، عند ذاك قال لها يوسف : انتظري يا (سعاد) ...
وقع أسمها كان مدوِّخًا عليها ، زلزلها من الداخل ، مما جعلها تتسمَّر في مكانها داهشةً لا تعرف ماذا تصنع , غير أن (يوسف) انتهز فرصة تجمدها وضياعها
ليكمل حديثة : نعم أنا الممثل يوسف ، وأنا أيضًا من كنت أحادثك طوال هذه الفترة في الماسنجر .
- سعاد : لا, لا, أنت تخدعنــي !
- يوسف : لا , لست أخدعك ، أنا من كنت أحادثك , أخبرتك قبل أربع سنين بأنني أريد أن أصبح ممـــــثلًا، أنقطعت عنك كل هذه الفترة كي أحقق حلمي ، ولقد حققـته كما ترين !
غلبتها الحيرة , فقالت له : ماذا تريد مني الآن؟
- يوسف : أردت أنا أراك كي أرى تلك الفتـاة التي شجعتني وكانت تقول لي دائما : حاول وحاول وأجتهد وسوف تصبح ممثلًا كبيرًا يومًا مـــا, الجميع كان يسخر ويضحك مني عداك , أنتي فقط من شجعني ووقف إلى جانبي بكلماتك البسيطة الصادقة ، كلِّ نجــاح أحققه أتذكرك في نفسي وأقول : إنها تلك الفتاة التي كنت أحادثها في الماسنجر، أيدتني وزرعت أملا في طريقي ، حقا , أريد أن أشكرك .
- قالت له مستغربةً من كل الموقف : أحضرتني إلى هنا كي تخبرني بهذا فقط؟
- يوسف : أنتِ أخبرتني بأنك قبيحة وفقيرة ، ولكنني لم أخبرك ...
- قاطعته (سعاد) باكية , لاتريده أن يكمل , جال في خلدها ما يفكر فيه ,
- قالت له : توقف أرجوكَ , لم أعد أحتمل كل هذا!
- يوسف : لا , لا, أمسحي الدموع من عينيك وأنظري إليَّ !
نظرت إليه لكنها لم تتمالك دموعهــا , فمن يلومها على ذلك ,
- قال لها يوسف : أنا لا أريد فتاةً جميلةً ، ولا أريد فتاةً غنيةً ، أريد الفتاة التي وقفت إلى جانبي وساندتني بروحها الصادقة , أريد فتاةً طاهرةَ القلب ، نقية الــروح ، مخلصة في نواياها معي ، فهل تـــتزوجين بي ياسعاد ؟

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مثير الجدل [ مشاهدة المشاركة ]
(حكايات بين الرفوف)


متهم في مخفر الشرطة

(طالب) شابٌ بسيط جداً يمتلك محلاً لبيع الملابس كان لوالده , لكن مشكلة (طالب) أنَّ كل من حوله يكرهونه لأن عائلته سيئة السمعة جداً , فأبوه ينتظر حكماً بالإعدام لقتله طفلاً دهساً بسيارته وهو تحت تأثير الخمر وقتئذ كان الغروب كئيب , والدته أيضا ماتت وهي تتعاطى الخمـر في حفلة ماجنة , أما شقيقه الأكبر فقد أدمن المخدرات واختفى قبل سنة ، ولا أحد يعلم أين استقرت به الأرض , شقيقته التي تصغره بعام هربت هي الأخرى من عالمها مع صديق لها , مما حدا بطالب أن يتشرنق حول نفسه بالعزلة مغلقاً قوقعته بإحكامٍ تفادياً لنظرات الناس المؤلمة , بقى (طالب) وحيداً خائفاً في هذا المنزل الموحش يفكر في الاختفاء كأخيه تارة ، وتارة أخرى تراوده فكرة الهروب من هذا العالم الموحش كأخته ، إلا أنه لم يفعل .

عاد ذات مساءٍ حارٍ من محله يريد الوصول لمنزله الذي لا يعرف مكاناً أخر غيره وصل حارته وإذ به يجد سيارات الشرطة تنتظره , أكتشف بعدها أن أحدهم سرق المنزل اللصيق لمنزله ، وهو المتهم الوحيد في هذه الجريمة , فأقتادوه إلى مخفر الشرطة ، وعيون الجيران تكاد تأكله حنقاً وغضبا وربما شماتة وفرحاً لأنهم سيتخلصون منه أخيراً كأنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم الذي ينمحي وجود هذه العائلة من حارتهم .

أدخلوه على الضابط المناوب الذي كان يكره (طالب) وأسرته كثيراً لأنه (والد الطفل الذي قضى تحت عجلات سيارة أبيه) , كأن الضابط كان ينتظر أمراً كهذا, بدأ التحقيق معه بكل قسوة وصلافة , راح يشتمه بألفاظٍ كان (طالب) يسمعها كثيراً من الأولاد في حارته ، إلا أن الضابط الذي خرج عن عقال حلمه غضبا شمل جميع الأسرة في شتائمه ، قائلاً له : بأنكم عائلة منحطة جداً ، لا تعرف إلا لغة الجريمة والانحطاط ، وصدقني سأدخلك السجن مع أبيك ليلتم شمل عائلتكم القذرة في المكان الذي يليق بأمثالكم , (طالب) كان يتلقى كل هذا السباب بصمتٍ أشبه بالفراغ كمسامير تدق في جسده محدثة موجات من الألم الذي لا يعرف مصدره .

هنا صرخ الضابط في وجه (طالب) : أخبرني أيها اللعين , لما سرقت المنزل ؟
قال (طالب) منكسراً : لست أنا السارق , فلديَّ حجة غياب صلبة ، إذ كنت في دكاني طوال اليوم ولم أخرج منه ولديَّ من يشهد بذلك , غير أن الضابط بدأ يشتمه من جديد وكأنه لم يسمع شيئاً مما قال (طالب) , في تلك اللحظة قاطعهم شرطيٌ آخر قد دخل عليهما غرفة التحقيق وقال : لقد قبضنا على السارق الحقيقي وعنده المسروقات وقد أعترف بجريمته .

صمت الضابط قليلاً ونظر إلى (طالب) بكل حقدا وغضب وقال له : لقد جاءك الفرج ولو كان بيدي لحكمت عليك بالإعدام كوالدك ، ولكنني لن أستعجل ستعود إلي هنا عاجلاً أم آجلاً ، فأنت مجرم بالوراثة والإجرام يجري داخلك كمجرى الدم في العروق , هيا أيها الوضيع أعطني بطاقتك الشخصية كي أوقع المحضر وأخلي سبيلك راغماً .
طالب : لقد نسيت بطاقتي في المنزل , هل تأذن لي كي أذهب وأحضرها .
الضابط : أحقا , هل تستهزء بي أم ماذا , لن تخرج من هنا ألا بكفالة من أحدا محترم ، لأنكم عائله مجرمة وليس لديكم أحترام للقانون أو أي أحد .
طالب : أتريدني أن أتصل بأحدٍ كي يكفلني ؟
الضابط : نعم , قم بالاتصال بأحد .

راح (طالب) ينظر إلى هواتفه التي يحملها بيديه وإلى المحقق وكل المكان من حوله وكأنه ينظر إلى عالمه وماجرى فيه وسخرية قدره بدى كمن يريد أن يصرخ صرخة يسمعها العالم بأسره وقال في مشاعره المختلطة تلك والعبرة قد خنقته : أنظر ياحضرة الضابط أنا لدي (هاتفان) لأنني كل فتره أتصل على نفسي وأرسل لنفسي رسائل خاصة لأن أحدا لايريد أن يتعرف علي , ولا يتشرف أحدا بالتكلم معي .

ويكمل (طالب) وعينـاه تملؤها دموع الانكسار وصوتا متعبا بحشرجة : ياحضرة الضابط الناس إذا شاهدوني أمشي في الشارع يهربون مني ويتحاشون حتى النظر إلي , أظل مريضاً في فراشي ثلاثة أيام ولا أحد يعرف عني شيئاً ولا يـزورني أي حد , أحضرتموني إلى هنا وكما رأيت أنت لم يأتِ إليَّ أحد حتى يخرجني أو على الأقل يسال عني , ذهبت كي أتزوج لكن أحدا لايريد أن يعطيني أبنته , الناس يا حضرة الضابط حكمت علي بالسجن وتعاقبني وأنا حي منذ زمنٍ بعيد , يا حضرة الضابط ، والدي ينتظر حكما بالأعدام , والدتي ماتت وهي تشرب الخمر , شقيقي مدمنا للمخدرات , وشقيقتي هربت ورفيقها , أنا هؤلاء هم عائلتي ,, لكنني ,, لست مثلهم ياحضرة الضابط , لماذا لا يريد أحد أن يصدقنـي ؟
عشتُ طوال عمري جنب الحائط طلباً للسلامة ، لم أوذِ أحداً في حياتي ولا حتى قطط الشوارع , من منزلي لدكاني ومن دكاني لمنزلي , لاأعرف ماالذي تريدونه مني ؟

حركت كلمات (طالب) ودموعه وجدان الضابط الذي أنصتَ لضميره شيئاً ما وتعاطف معه ثم قال له : حسنا , سوف أكفلك أنـا , كفــله الضابط بالفعل , همَّ بعدها (طالب) بالخروج مودعاً وشاكراً إلا أن الضابط أستوقفه قائلاً بخجل وندم : تذكر فقط يا بني بأن الناس لا يرون داخلك النقي .



الاخ العزيز الكاتب مثير للجدل
الفاضل علي محمد
شكرا لك على النص والقصة القصيرة المعبرة
ما في اجمل من الصدق والاخلاص
والحب الحقيقي عطاء بدون حدود بدون انتظار مقابل
وان الله يعوض انتظارنا خير وكل نفس راضية لها من الطيبات نصيب
دام قلمك ودمت بخير الف شكر
ولي عودة للمتابعة


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 12-19-2013, 01:14 AM   #13
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مثير الجدل مشاهدة المشاركة
رحلة على القارب

(جاسم) ورفاقه ذهبوا إلى البحر قاصدين الصيد في يوما وقتئذ كان البحر هادئا كريما فلا أمواج ولا عواصف , أسماك كثر خيرات ونعم , أصطادوا كل ماوقع في شباكهم أصابهم الطمع أكثر راحوا يبحرون في أعماق المحيط غير آبهين بتقلبات البحر وغدره .

أصطادوا وأصطادوا , وبعد أن فنت قناعتهم بكثرة الأسماك التي لديهم مشبعين بذلك جشعهم , أخذوا طريقهم في العودة كي يقتسموا مالهم وعليهم , ولكن مالم يتوقعوه قد حدث , إذ أنهم ظلوا طريق العودة ولم يعرفوا أين هم ؟ حاولوا هنا وهناك دون جدوى وكأن البحر أراد أن يرد شيئا من دينه الذي أخذوه .

بينما هم ذاعرين تغلبهم الحيرة وصلوا إلى مكان شؤما تملؤه (أسماك القرش) أكثر وحوش الأرض دموية وشراسة وسفك لدماء بني البشر , عرف (جاسم) بذلك فهو الخبير بينهم في شؤؤن البحر وخباياه , هنا صرخ برفاقه قائلا : هذه بقعة خطيرة للغاية , فالقروش هنا متوحشة وبشكل مخيف جدا وذكية , حيث أنها تقلب القارب ثم تنقض على من فيه لتأكل لحمه وتتشبع به! طالب رفاقه بالهدوء والصبر والدعاء عل معجزة تنجيهم من تلك المصيبة .

دقائق مرت عليهم رأوا خلالها ثلاثة قروش من بعيد بدت كمن تتربص بهم , أرتعبوا كثيرا لا يعرفون ماذا يفعلون , لحظات هجمت عليهم تلك القروش هجومـــا بسيطا وكأنها أرادت أن تختبر عزمهم وشجاعتهم وصبرهم , بستماتة قاوموا وقاوموا حتى تمكنوا من أبعادها , خيم صمتا رهيب بعدها في كل مكان أختفت خلالها القروش بشكلا يدعو لترقب والحذر كهدوء البحر الذي تسابقه الأمواج , ألا أن ذاك لم يمنعهم من الفرح والأحتفال ولو بشكلا مؤقت فمن يلومهم على سعادتهم بعد أن تخلصوا من قروش أو نعوش في لجة البحر .

ظل (جاسم) يفكر لبرهة مستعيدا بذكراه وقتا بعيدا مضى , تذكر شيئا سره فقال لرفاقه : الآن عرفت هذه المنطقة جيدا , لقد جئت إليها من قبل , أظنني تذكرت طريق العودة! عم القارب سرورا وبهجة ليس كمثلها , أستجمعوا قواهم المنهارة حركوا قاربهم بسرعة ألا أن فرحتهم لم تكتمل إذ رأوا جمعا كبيرا من القروش متجهة نحوهم كأنها تنتظر صرخات الفرح تعم القارب لتحولوها إلى صيحات ودعوات , لم يحبط ذلك من عزيمتهم قرروا الأسراع في الهرب لكن بعد ماذا؟ حاصرتهم القروش من كل مكان وهجمت عليهم لتقلب قاربهم , هنا عرف (جاسم) بأنه إذ لم يتمكن من الفرار خلال دقائق معدودة سيكون آخر مايسمعه صوت عظامه تتكسر بين فك القروش ,
قال لرفاقه : لايوجد أمامنا عدى حلا وحيد!
رد رفاقه بسرعة : أخبرنه أرجوك ؟
قال : يرمي أحدنـا بنفسه إلى القروش , يضحي لأجلنا كي لا نموت جميعا!
أصابت الدهشة كل من في القارب , لم ينطق أحدهم بكلمة كأنهم لم يسمعوا شيئا مما قاله (جاسم) فعاجلهم بقوله : قرروا بسرعة , تلاحقوا أنفسكم قبل أن تأكلنا هذه الوحوش اللعينة !

بين مصدقا ومكذب من رفاقه لاحت أعينهم إلى أصغر من كان بينهم وهو (شابا مراهق) كان جاسم صديقا لوالده المتوفي , غلب (جاسم) ترددا شديد لم يشعر به من قبل , فكر وفكر فما كان منه ألا أن أمسك بذلك الشاب بقوة شديدة مهزهزا أياه كأنه يهز محيطا بأسره وقال له : سامحني يابني! ثم ألقى به إلى البحر, أحاطته القروش من كل جانب راحوا يتلاقفونه فيما بينهم حتى أكلوه جلدا ولحما وعظما, أستغل (جاسم) الفرصة وفر هاربا بسرعة مبتعدا عن تلك البقعة الملعونة مقتربا أكثر من شواطىء مدينته ومدينة رفاقه الذين لم يستيقظوا بعد من ذلك الكابوس المرعب كحلما لم يعيشوه .

بعد أن وصلوا أتفقوا جميعا على التكتم عن ماحدث , تعاهدوا فيما بينهم أن يحتفظوا بسرهم حتى قبورهم , يخبرون الناس بأن الشاب مات غرقا في أعماق البحر , بعد فترة شعر (جاسم) بتأنيب الضمير يحمل ذلك الذنب الذي لو رماه في بحر لفاض من ثقله , يبكي وحيدا في صمت الليل وسكونه متحسرا نادما على مافعل .

أياما مرت جاءت والدة الشاب إلى (جاسم) تختزن بداخلها هموما وأحزان وبعض الأمل , طلبت منه أن يأخذها إلى مكان غرق أبنها , راحت تبكي وتتوسل إليه قائلة : ربما أبني لم يغرق , يحتمل أنه خرج من البحر دون دراية منكم , ربما ينتظر أحدا ما ليساعده! وافق (جاسم) على ذلك ليدخل الفرح إلى قلبها ويكفر شيئا ما عن فعلته , رغم معرفته ما حدث في عمق المحيط وأصبح بذلك سره الأعظم .

ركبوا القارب راح (جاسم) يعوم هنا وهناك في البحر موهما والدة الشاب أنه يبحث عن أبنها فعلا , لكن مالم يخطر على باله قد حدث ؟ فقد ظل طريقه مرة أخرى ووصل إلى ذات المكان المشؤؤم الذي رمى فيه الشاب حيث تختبئ تحت جلابيبه وحوشا لاتشبع لحما ولادما , وكأن القدر أراد منه أن يكفر عن خطأه بحق .

دقائق فقط وحاصرتهم تلك القروش , أحتار (جاسم) في أمره ؟ فكر وفكر سيطر عليه الخوف , فما كان منه ألا أن أمسك والدة الشاب بقوة شديدة أرعبت وحوش المحيط لشدتها وغدرها وقال لها : سامحيني أرجوك , ثم ألقى بها في البحر كما فعل مع أبنهـا! هجمت عليها القروش وراحت تأكلها وتستطعم لحمها وتتذوق مرارته الشديدة كمرارة لحم أبنها الذي أكلوه قبل وقت , أستغل (جاسم) الفرصة وفر هاربا .

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مثير الجدل [ مشاهدة المشاركة ]
(حكايات بين الرفوف)


متهم في مخفر الشرطة

(طالب) شابٌ بسيط جداً يمتلك محلاً لبيع الملابس كان لوالده , لكن مشكلة (طالب) أنَّ كل من حوله يكرهونه لأن عائلته سيئة السمعة جداً , فأبوه ينتظر حكماً بالإعدام لقتله طفلاً دهساً بسيارته وهو تحت تأثير الخمر وقتئذ كان الغروب كئيب , والدته أيضا ماتت وهي تتعاطى الخمـر في حفلة ماجنة , أما شقيقه الأكبر فقد أدمن المخدرات واختفى قبل سنة ، ولا أحد يعلم أين استقرت به الأرض , شقيقته التي تصغره بعام هربت هي الأخرى من عالمها مع صديق لها , مما حدا بطالب أن يتشرنق حول نفسه بالعزلة مغلقاً قوقعته بإحكامٍ تفادياً لنظرات الناس المؤلمة , بقى (طالب) وحيداً خائفاً في هذا المنزل الموحش يفكر في الاختفاء كأخيه تارة ، وتارة أخرى تراوده فكرة الهروب من هذا العالم الموحش كأخته ، إلا أنه لم يفعل .

عاد ذات مساءٍ حارٍ من محله يريد الوصول لمنزله الذي لا يعرف مكاناً أخر غيره وصل حارته وإذ به يجد سيارات الشرطة تنتظره , أكتشف بعدها أن أحدهم سرق المنزل اللصيق لمنزله ، وهو المتهم الوحيد في هذه الجريمة , فأقتادوه إلى مخفر الشرطة ، وعيون الجيران تكاد تأكله حنقاً وغضبا وربما شماتة وفرحاً لأنهم سيتخلصون منه أخيراً كأنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم الذي ينمحي وجود هذه العائلة من حارتهم .

أدخلوه على الضابط المناوب الذي كان يكره (طالب) وأسرته كثيراً لأنه (والد الطفل الذي قضى تحت عجلات سيارة أبيه) , كأن الضابط كان ينتظر أمراً كهذا, بدأ التحقيق معه بكل قسوة وصلافة , راح يشتمه بألفاظٍ كان (طالب) يسمعها كثيراً من الأولاد في حارته ، إلا أن الضابط الذي خرج عن عقال حلمه غضبا شمل جميع الأسرة في شتائمه ، قائلاً له : بأنكم عائلة منحطة جداً ، لا تعرف إلا لغة الجريمة والانحطاط ، وصدقني سأدخلك السجن مع أبيك ليلتم شمل عائلتكم القذرة في المكان الذي يليق بأمثالكم , (طالب) كان يتلقى كل هذا السباب بصمتٍ أشبه بالفراغ كمسامير تدق في جسده محدثة موجات من الألم الذي لا يعرف مصدره .

هنا صرخ الضابط في وجه (طالب) : أخبرني أيها اللعين , لما سرقت المنزل ؟
قال (طالب) منكسراً : لست أنا السارق , فلديَّ حجة غياب صلبة ، إذ كنت في دكاني طوال اليوم ولم أخرج منه ولديَّ من يشهد بذلك , غير أن الضابط بدأ يشتمه من جديد وكأنه لم يسمع شيئاً مما قال (طالب) , في تلك اللحظة قاطعهم شرطيٌ آخر قد دخل عليهما غرفة التحقيق وقال : لقد قبضنا على السارق الحقيقي وعنده المسروقات وقد أعترف بجريمته .

صمت الضابط قليلاً ونظر إلى (طالب) بكل حقدا وغضب وقال له : لقد جاءك الفرج ولو كان بيدي لحكمت عليك بالإعدام كوالدك ، ولكنني لن أستعجل ستعود إلي هنا عاجلاً أم آجلاً ، فأنت مجرم بالوراثة والإجرام يجري داخلك كمجرى الدم في العروق , هيا أيها الوضيع أعطني بطاقتك الشخصية كي أوقع المحضر وأخلي سبيلك راغماً .
طالب : لقد نسيت بطاقتي في المنزل , هل تأذن لي كي أذهب وأحضرها .
الضابط : أحقا , هل تستهزء بي أم ماذا , لن تخرج من هنا ألا بكفالة من أحدا محترم ، لأنكم عائله مجرمة وليس لديكم أحترام للقانون أو أي أحد .
طالب : أتريدني أن أتصل بأحدٍ كي يكفلني ؟
الضابط : نعم , قم بالاتصال بأحد .

راح (طالب) ينظر إلى هواتفه التي يحملها بيديه وإلى المحقق وكل المكان من حوله وكأنه ينظر إلى عالمه وماجرى فيه وسخرية قدره بدى كمن يريد أن يصرخ صرخة يسمعها العالم بأسره وقال في مشاعره المختلطة تلك والعبرة قد خنقته : أنظر ياحضرة الضابط أنا لدي (هاتفان) لأنني كل فتره أتصل على نفسي وأرسل لنفسي رسائل خاصة لأن أحدا لايريد أن يتعرف علي , ولا يتشرف أحدا بالتكلم معي .

ويكمل (طالب) وعينـاه تملؤها دموع الانكسار وصوتا متعبا بحشرجة : ياحضرة الضابط الناس إذا شاهدوني أمشي في الشارع يهربون مني ويتحاشون حتى النظر إلي , أظل مريضاً في فراشي ثلاثة أيام ولا أحد يعرف عني شيئاً ولا يـزورني أي حد , أحضرتموني إلى هنا وكما رأيت أنت لم يأتِ إليَّ أحد حتى يخرجني أو على الأقل يسال عني , ذهبت كي أتزوج لكن أحدا لايريد أن يعطيني أبنته , الناس يا حضرة الضابط حكمت علي بالسجن وتعاقبني وأنا حي منذ زمنٍ بعيد , يا حضرة الضابط ، والدي ينتظر حكما بالأعدام , والدتي ماتت وهي تشرب الخمر , شقيقي مدمنا للمخدرات , وشقيقتي هربت ورفيقها , أنا هؤلاء هم عائلتي ,, لكنني ,, لست مثلهم ياحضرة الضابط , لماذا لا يريد أحد أن يصدقنـي ؟
عشتُ طوال عمري جنب الحائط طلباً للسلامة ، لم أوذِ أحداً في حياتي ولا حتى قطط الشوارع , من منزلي لدكاني ومن دكاني لمنزلي , لاأعرف ماالذي تريدونه مني ؟

حركت كلمات (طالب) ودموعه وجدان الضابط الذي أنصتَ لضميره شيئاً ما وتعاطف معه ثم قال له : حسنا , سوف أكفلك أنـا , كفــله الضابط بالفعل , همَّ بعدها (طالب) بالخروج مودعاً وشاكراً إلا أن الضابط أستوقفه قائلاً بخجل وندم : تذكر فقط يا بني بأن الناس لا يرون داخلك النقي .



الاخ العزيز الكاتب مثير للجدل
الفاضل علي محمد
شكرا لك على النص والقصة القصيرة المؤثرة والمعبرة
للآسف كيف ان بعض الناس لا ينالون الا على الضعيف
الله لا يحب الظالمين دام قلمك ودمت بخير الف شكر
ولي عودة للمتابعة للشكر بما قدمت


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 12-19-2013, 01:20 AM   #14
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مثير الجدل مشاهدة المشاركة
كما قلت سأضع قصة لو أمكنني ذلك قبل السفر , هذه قصة أخرى قبل موعد أقلاع الطائرة بساعات , ألتقي معكم حين عودتي بأذن الله بعد مايقرب من أسبوعين , وأتمنى أن تكون القصة وأيضا القصص السابقة نالت أستحسان الجميع , خالص تحياتي .
اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مثير الجدل [ مشاهدة المشاركة ]
(حكايات بين الرفوف)


متهم في مخفر الشرطة

(طالب) شابٌ بسيط جداً يمتلك محلاً لبيع الملابس كان لوالده , لكن مشكلة (طالب) أنَّ كل من حوله يكرهونه لأن عائلته سيئة السمعة جداً , فأبوه ينتظر حكماً بالإعدام لقتله طفلاً دهساً بسيارته وهو تحت تأثير الخمر وقتئذ كان الغروب كئيب , والدته أيضا ماتت وهي تتعاطى الخمـر في حفلة ماجنة , أما شقيقه الأكبر فقد أدمن المخدرات واختفى قبل سنة ، ولا أحد يعلم أين استقرت به الأرض , شقيقته التي تصغره بعام هربت هي الأخرى من عالمها مع صديق لها , مما حدا بطالب أن يتشرنق حول نفسه بالعزلة مغلقاً قوقعته بإحكامٍ تفادياً لنظرات الناس المؤلمة , بقى (طالب) وحيداً خائفاً في هذا المنزل الموحش يفكر في الاختفاء كأخيه تارة ، وتارة أخرى تراوده فكرة الهروب من هذا العالم الموحش كأخته ، إلا أنه لم يفعل .

عاد ذات مساءٍ حارٍ من محله يريد الوصول لمنزله الذي لا يعرف مكاناً أخر غيره وصل حارته وإذ به يجد سيارات الشرطة تنتظره , أكتشف بعدها أن أحدهم سرق المنزل اللصيق لمنزله ، وهو المتهم الوحيد في هذه الجريمة , فأقتادوه إلى مخفر الشرطة ، وعيون الجيران تكاد تأكله حنقاً وغضبا وربما شماتة وفرحاً لأنهم سيتخلصون منه أخيراً كأنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم الذي ينمحي وجود هذه العائلة من حارتهم .

أدخلوه على الضابط المناوب الذي كان يكره (طالب) وأسرته كثيراً لأنه (والد الطفل الذي قضى تحت عجلات سيارة أبيه) , كأن الضابط كان ينتظر أمراً كهذا, بدأ التحقيق معه بكل قسوة وصلافة , راح يشتمه بألفاظٍ كان (طالب) يسمعها كثيراً من الأولاد في حارته ، إلا أن الضابط الذي خرج عن عقال حلمه غضبا شمل جميع الأسرة في شتائمه ، قائلاً له : بأنكم عائلة منحطة جداً ، لا تعرف إلا لغة الجريمة والانحطاط ، وصدقني سأدخلك السجن مع أبيك ليلتم شمل عائلتكم القذرة في المكان الذي يليق بأمثالكم , (طالب) كان يتلقى كل هذا السباب بصمتٍ أشبه بالفراغ كمسامير تدق في جسده محدثة موجات من الألم الذي لا يعرف مصدره .

هنا صرخ الضابط في وجه (طالب) : أخبرني أيها اللعين , لما سرقت المنزل ؟
قال (طالب) منكسراً : لست أنا السارق , فلديَّ حجة غياب صلبة ، إذ كنت في دكاني طوال اليوم ولم أخرج منه ولديَّ من يشهد بذلك , غير أن الضابط بدأ يشتمه من جديد وكأنه لم يسمع شيئاً مما قال (طالب) , في تلك اللحظة قاطعهم شرطيٌ آخر قد دخل عليهما غرفة التحقيق وقال : لقد قبضنا على السارق الحقيقي وعنده المسروقات وقد أعترف بجريمته .

صمت الضابط قليلاً ونظر إلى (طالب) بكل حقدا وغضب وقال له : لقد جاءك الفرج ولو كان بيدي لحكمت عليك بالإعدام كوالدك ، ولكنني لن أستعجل ستعود إلي هنا عاجلاً أم آجلاً ، فأنت مجرم بالوراثة والإجرام يجري داخلك كمجرى الدم في العروق , هيا أيها الوضيع أعطني بطاقتك الشخصية كي أوقع المحضر وأخلي سبيلك راغماً .
طالب : لقد نسيت بطاقتي في المنزل , هل تأذن لي كي أذهب وأحضرها .
الضابط : أحقا , هل تستهزء بي أم ماذا , لن تخرج من هنا ألا بكفالة من أحدا محترم ، لأنكم عائله مجرمة وليس لديكم أحترام للقانون أو أي أحد .
طالب : أتريدني أن أتصل بأحدٍ كي يكفلني ؟
الضابط : نعم , قم بالاتصال بأحد .

راح (طالب) ينظر إلى هواتفه التي يحملها بيديه وإلى المحقق وكل المكان من حوله وكأنه ينظر إلى عالمه وماجرى فيه وسخرية قدره بدى كمن يريد أن يصرخ صرخة يسمعها العالم بأسره وقال في مشاعره المختلطة تلك والعبرة قد خنقته : أنظر ياحضرة الضابط أنا لدي (هاتفان) لأنني كل فتره أتصل على نفسي وأرسل لنفسي رسائل خاصة لأن أحدا لايريد أن يتعرف علي , ولا يتشرف أحدا بالتكلم معي .

ويكمل (طالب) وعينـاه تملؤها دموع الانكسار وصوتا متعبا بحشرجة : ياحضرة الضابط الناس إذا شاهدوني أمشي في الشارع يهربون مني ويتحاشون حتى النظر إلي , أظل مريضاً في فراشي ثلاثة أيام ولا أحد يعرف عني شيئاً ولا يـزورني أي حد , أحضرتموني إلى هنا وكما رأيت أنت لم يأتِ إليَّ أحد حتى يخرجني أو على الأقل يسال عني , ذهبت كي أتزوج لكن أحدا لايريد أن يعطيني أبنته , الناس يا حضرة الضابط حكمت علي بالسجن وتعاقبني وأنا حي منذ زمنٍ بعيد , يا حضرة الضابط ، والدي ينتظر حكما بالأعدام , والدتي ماتت وهي تشرب الخمر , شقيقي مدمنا للمخدرات , وشقيقتي هربت ورفيقها , أنا هؤلاء هم عائلتي ,, لكنني ,, لست مثلهم ياحضرة الضابط , لماذا لا يريد أحد أن يصدقنـي ؟
عشتُ طوال عمري جنب الحائط طلباً للسلامة ، لم أوذِ أحداً في حياتي ولا حتى قطط الشوارع , من منزلي لدكاني ومن دكاني لمنزلي , لاأعرف ماالذي تريدونه مني ؟

حركت كلمات (طالب) ودموعه وجدان الضابط الذي أنصتَ لضميره شيئاً ما وتعاطف معه ثم قال له : حسنا , سوف أكفلك أنـا , كفــله الضابط بالفعل , همَّ بعدها (طالب) بالخروج مودعاً وشاكراً إلا أن الضابط أستوقفه قائلاً بخجل وندم : تذكر فقط يا بني بأن الناس لا يرون داخلك النقي .



الاخ العزيز الكاتب مثير للجدل
الفاضل علي محمد
شكرا لك على ما قدمته من قصص جميلة ومعبرة
ادعوا الله لك بالتوفيق والنجاح
وننتظر عودتك بخير لنستمتع بما يبدع به قلمك
دام قلمك ودمت بخير الف شكر


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 12-19-2013, 01:30 AM   #15
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



الاخ العزيز الكاتب مثير للجدل
الفاضل علي محمد
لو تسمح لي ان اعطي رأيي لك بالمشاركات والقصص
يا حبذا لو تكون كل قصة بمشاركة منفصلة
كي تتابع ويستمتع بهااعضاء مشاعرهم وتكون المتابعة اسهل للجميع
اشكرك واتمنى ان تتقبل مداخلتي ورأيي
الف شكر وننتظر عودتك يا عزيزي
حفظك الله


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 12-25-2013, 05:17 PM   #16
(محمد ابــراهيــــيم)


الصورة الرمزية الصح
الصح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2683
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : 08-04-2023 (12:34 AM)
 المشاركات : 1,399 [ + ]
 التقييم :  176
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





ما شاء الله عليك اخي مثير للجدل
انت تكتب لتثير الدهشة
اسلوبك سلس و يشد القارئ .


القصة فكره
و افكارك جميله مثيره للاعجاب .


استمتعت بكل القصص
و اؤيد كلام الاخت مها
لو تفرد صفحة لكل قصة مستقبلا


تحياتي


 
 توقيع : الصح

لــيـس للـمـحـروم غير الـمـحـبـرة

*************


اقتباس
قديم 01-09-2014, 06:14 PM   #17
شاعري جديد


الصورة الرمزية زهرة البونسيانا
زهرة البونسيانا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1766
 تاريخ التسجيل :  Feb 2012
 أخر زيارة : 07-26-2014 (09:18 PM)
 المشاركات : 1,341 [ + ]
 التقييم :  55
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



مثير للجدل ماشاءالله سرد قصصي جميل
تحيتي لك


 
 توقيع : زهرة البونسيانا

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


اقتباس
قديم 01-09-2014, 09:50 PM   #18


الصورة الرمزية ذكرى الغالي
ذكرى الغالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 669
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 أخر زيارة : 11-06-2020 (09:42 AM)
 المشاركات : 24,468 [ + ]
 التقييم :  362
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Female
 SMS ~


احيانا ﻻنقدر قيمة الشخص إلا عندما يصبح ذكرى
لوني المفضل : Black
افتراضي




سلمت يداااكـ
ذكرى الغالي


 
 توقيع : ذكرى الغالي



اقتباس
قديم 01-23-2014, 07:39 PM   #19
((( علي محمد)))


الصورة الرمزية مثير الجدل
مثير الجدل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2660
 تاريخ التسجيل :  Nov 2013
 أخر زيارة : 07-29-2014 (07:39 PM)
 المشاركات : 94 [ + ]
 التقييم :  185
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



مشكورين جميع من مروا هنا واتحفوني بردودهم وروعة تحليلهم العميق
خجلت امام كلامكم الجميل الذي اخجلني

وبأذن الله راح اراجع فكرة تنزيل كل قصة في موضوع منفرد
اهلا وسهلا بالجميع


 

اقتباس
قديم 01-24-2014, 08:20 AM   #20


الصورة الرمزية محمد ال مهيد
محمد ال مهيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 03-28-2023 (02:11 PM)
 المشاركات : 13,087 [ + ]
 التقييم :  301
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



كنت هنا للمتابعه

والاطلاع

ابدعت

متابع بشوق

محمد


 
 توقيع : محمد ال مهيد

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



اقتباس
رد علي الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 08:29 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by عــراق تــ34ــم
تنويه هام : الادارة ليست مسؤولة عن اي عملية تبادل دون علمها