|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-09-2010, 05:38 AM | #11 |
|
فقيد الوطنية بكيت ولكن بالدموع السخينة=وما نفذت حتى بكيت بمهجتي على كامل الأخلاق والنّدب مصطفى=فقد كان زين العقل زين الفتوّة نعاه لنا الناعي فكادت بنا الدّنى=تميد لّهول الخطب خطب المروءة وذابت قلوب العالمين تلهّفا=وسالت دموع الحزن من كلّ مقلة أجل قد قضى في مصر أعظم كاتب=فخلّف في الأكباد أعظم حسرة ولو كان يفدى بالنفوس من الرّدى=جعلنا فداه كلّ نفس أبية فتى مات غضّ العمر لم يعرف الخنا=ولم ينطوي في نفسه حبّ ريبة وقد كان مقداما جريئا ولم يكن=ليغي الرّدى غير النفوس الجريئة وكان جوادا لا يضنّ بحاجة=لذلك أعطى روحه للمنّية سلام على مصر الأسيفة بعده=فقد أودعت آماله جوف حفرة خطيب بلاد النيل مالك ساكنا=وقد كنت تلقي خطبة إثر خطبة؟ تطاولت الأعناق حتى اشرأبّت=فهل أنت مسديها ولو بعض لفظة؟ نعم كنت لولا الموت فارج كربها=فيا للرّدى من غاشم متعنّت تفطّرت الأكباد حزنا كأنّما=مماتك سهم حلّ في كلّ مجة وما حزنت أم لفقد وحيدها=بأعظم من حزني عليك ولوعتي تناديك مصر الآن يا خير راحل=ويا خير من يرجى لدفع الملّمة عهدتك تأبى دعوة غير دعوتي=فمالك تأبى( مصطفى) كلّ دعوة؟ فقد تك ريانا فيا طول لهفتي=لقد كنت سيفي في الخطوب وجنّتي أجل طالما دافعت عن مصر مثلما=يدافع عن مأواه نحل الخليّة فأيقظها من رقدة بعد رقدة=وأنهضتها من كبوة تلو كبوة وقوّيت في أبنائها الحبّ نحوها=وكنت لهم في ذاك أفضل قدوة رفعت لواء الحقّ فوق ربوعها=فضم إليه كلّ ذي وطنيّة لئن تك أترعت القلوب محبة=فإنّك لم تخلق لغير المحبّة فنم آمنا وفيت قومك قسطهم=فيا طالما ناموا وأنت بيقظة سيبقي لك التاريخ ذكرا مخلدا=فقد كنت خير الناس في خير أمّة عليك من الرّحمن ألف تحية=ومن أرض مصر ألف ألف تحيّة |
|
10-09-2010, 05:38 AM | #12 |
|
قال ينقد أحدهم لما سكت حسبت أنك تاج=هيهات إنّي كالمنون أفاجي تاللّه تطمع بالسلامة بعدما=ألقاك جهلك في يد الأمواج إن كان داخلك الغرور فإنّه=ما انفكّ في البسطاء والسّذاج إني أنا الأسد الهصور بسالة=ويل لقوم حاولوا إحراجي حاولت أن تهتاجني عن مربضي=لتنال ذكرا ، خبت يا ذا الرّاجي عار إذا أنشبت فيك مخالبي=إذ ليس من خلقي افتراس نعاج وظننت أنّك بالغ شأوي إذا=رمت القريض فما ظفرت بحاج إنّ القوافي كالخرائد منعة=وتفوقها في نبذ كلّ مداج والشعر تاج لو عامت ولم تكن=مّمن يليق بحمل هذا التاج خذها مثّقفة إذا وقعت على=جبل لأزعج أيّما إزعاج أنا خير من قال القوافي مادحا=أنا خير من قال القوافي هاجي قد كنت أزهد في الهجا لو لم يكن=لك يا مريض العجب، خير علاج |
|
10-09-2010, 04:30 PM | #13 |
|
هاتها هاتها في القدح=نسمة في شبح هاتها فالنّفس في=حاجة للفرح واسقنيها كوثرا=وعلّي اقترح إن تكن قد حرّمت=فعلى المستقبح هي في سفرتها=طلعة المفتضح وهي في حمرتها=كخديد المستحي وهي في شدّتها=ثورة المجترح وهي في رقّتها=خاطرا لم يلح أتراها شفقا=كللت بالصّبح أم هي الوجنات قد=ذوبت في قدح؟ |
|
10-09-2010, 04:31 PM | #14 |
|
حكاية قديمة وربّت أمريكيّة خلت ودّها=يدوم، ولكن ما لغانية ودّ صبوت إلى هند فلمّا رأيتها=سلوت بها هندا وما صنعت هند وأوحت لها عيناي أنّ صبابة=تلجلج في صدري وأحذر أن تبدو فألقت إلى أترابها وتبسّمت=أعي سكوت الصّب أم صمته عمد؟ فقلت سلام اللّه ، قالت وبرّه=فقلت : أهزل ذلك القول أم جدّ وأمسكت أنفاسي وأزهقت مسمعي=ففي نفسي جزر وفي مسمعي مدّ فقالت وددنا لو عرفنا من الفتى=وما يبتغيه ؟ قلت ما يبتغي العبد؟ قتيل ولكن ثوبه كفن له=وكلّ مكان يتريح به لحد فإن لم يكن من نظرة ترأب الحشا=فردّي عليه قلبه وبه زهد فضرّج خدّيها احمرار كأنّما=تصاعد من قلبي إلى خدّها الوجد وقرّبها منّي وقرّبني الهوى=إلى أن ظننّا أنّنا واحد فرد وكهرب روحينا فلمّا تنهدت=تنهّدت حتّى كاد صدري ينهد وكان حديث خلت أنّي حفظته=فأذهلني عنه الّذي كان من بعد أمرت فؤادي أن يطيع فؤادها=فيبكي كما تبكي وتشدو كما تشدو وقلت لنفسي هذه منتهى المنى=وهذا مجال الشّكر إن فاتك الحمد فإن ترعني عنها ، وفيك بقيّة ،=فما أنت نفسي إنّما أنت لي ضدّ ومرّت ليال والمنى تجذب المنى=وقلبي ، كما شاءت ، يلين ويشتدّ نروح ونغدو واللّيالي كأنها=وقوف لأمر لا تروح ولا تغدو رأى الدّهر سدّا حول قلبي وقلبها=فما زال حتّى صار بينهما السّدّ خدعت بها والحرّ سهل خداعه=فلا طالعي يمن ولا كوكبي سعد وكنا تعاهدنا على الموت في الهوى=فما لبثت إلاّ كما يلبث الورد كأنّي ما ألصقت ثغري بثغرها=ولا بات زندي وهو في جيدها عقد ولم نشتمل بالليل والحيّ نائم=ولم نستتر بالرّوض واللّيل ممتدّ ولا هزّنا شدو الحمائم في الضّحى=ولا ضمّنا بيت ولم يحونا برد أإن لاح في فودي القتير نكرتني=أيزهد في الصّمصام إن خلق الغمد لئن كان لون الشّعر ما تعشقينه=فدم أبيضا مادمت يا شعري الجعد فلا تشمتي منّي فلست بمأمن=ولا تزهدي فيه، فليس به زهد هو الفاتح الغازي الذي لا تردّه=عن الفاتح الغازي قلاع ولا جند فلو كان غير الشّيب عني صرفته=ولكنّ حكم اللّه ليس له ردّ وإن تعرضي عن مفرقي وهو أبيض=فيا طالما قبلته وهو مسودّ شفى اللّه نفسي لا شفى اللّه نفسها=ولا غاب عن أجفانها الدّمع والسّهد ولا قدّها غصن ولا خيزرانة=ولا خصرها غور ولا ردفها نجد ولا وجهها شمس ولا شعرها دجى=ولا صدّها حرّ ولا وصلها برد أحبّ إلى نفسي الرّدى من لقائها=وأجمل في عينّي من وجهها القرد فإن تلمس الثّوب الّذي أنا لابس=قددت بكفّي الثوب من قبل ينقدّ وإن تقرب الدّار التي أنا ساكن=هجرت مغانيها ولو أنّها الخلد فإن كان غيري لم يزل دينه الهوى=فإني ، ولا أخشى الملامة ، مرتدّ!! |
|
10-09-2010, 04:32 PM | #15 |
|
عيد النهى قل للحمائم في ضفاف الوادي=يا ليتكن على شغاف فؤادي لترين كيف تبعثرت أحلامه=وجرت به الآلام خيل طراد كانت تشعّ على جوانبه المنى=فخبت وبدّل جمرها برماد أسعدنه، فعسى يخفّ ولوعه=إنّ الشجي أحقّ بالإسعاد ذهب الصبا وبقيت في خسراته=ليت الأسى مثل الصبا لنفاد إنّ الشباب هو الغني فإذا مضى=وأقمت لا ينفكّ فقرك بادي أمسيت أنظر في الحياة فلا أرى=إلا سوادا آخذا بسواد ألقى تقابلني النجوم تخاوصت=فكأنما هي أعين الحسّاد ما ثمّ من ذكرى إذا خطرت على=قلبي استراح سوى خيال الوادي أفلا تزال الشمس تصبغ وجهه=بالورس آونة وبالفرصاد أفلا يزال يذوب في أمواجه=ذهب الأصيل وفضّة الآراد؟ لهفي إذا ورد الرفاق عشيّة=وذكرت أني لست الزوّاد وإذا الحمام شدا وصفّق موجه=أن لا أصفقّ للحمام الشادي وإذا النخيل تطاولت أظلاله=أن لا يكون مظلّتي ووسادي وإذا الكواكب رصّعت آفاقه=أن لا يكون لرعيهنّ سهادي ذقت الهوى وعرفته في شطه=إن الهوى للمرء كالميلاد لا تدرك الأكباد سرّ وجودها=حتى يجول الحبّ في الأكباد ما عشت لم يمسس جوانحك الهوى=لم ندر ما في العيش من أمجاد لا تبصر العين الرياض وحليها=إلاّ على ضوء الصباح الهادي وطنان أشواق ما أكون إليهما=مصر التي أحببتها وبلادي ومواطن الأرواح يعظم شأنها=في النفس فوق مواطن الأجساد حرصي على حبّ ((الكنانة)) دونه=حرص السجين على بقايا الزاد بلد الجمال خفيّة وجليّه=والفنّ من مستطرف وتلاد عرضت مواكبها الشعوب فلم أجد=إلاّ بمصر نضارة الآباد كم من دفين في ثراها لم يزل=كالحي ذا مقة وذا أحقاد ومشيّد ، للناس إذ يغثونه=من كلّ أرض خشية العبّاد عاش الجدود وأثّلوا ما أثّلوا=واليوم ينبعثون في الأحفاد ألمسبغين على النوابغ فضلهم=كالفجر منبسطا على الأطواد أبناء مصر الناهضين تحية=كودادكم إن لم أقل كودادي من شاعر كلف بكم وبأرضكم=أبدا يوالي فيكم ويعادي إن تكرموا شيخ الصحافة تكرموا=أسنى الكواكب في سماء الضاد خلع الشباب على الكنانة مطرفا=هو كالربيع على ربى ووهاد ما زال يقحم في الجهالة نوره=حتى تقاصر ليلها المتمادي بصحيفة نور العيون سوادها=وبياضها من ناصع الأجياد ينبوع معرفة ،وهيكل حكمه،=ووعاء آداب ، وكنز رشاد أغلى المواهب والعقول رأيتها=سكنت قصور مهارق ومداد ذكر المجاهد في الحقيقة خالد=ويزول ربّ السيف والأجناد لولا جبابرة القرائح لم يسر=في الأرض ذكر جبابر القوّاد ما ذلّلت سبل المعالي أمّة=إلا بقوة مصلح أو هادي ((صرّوف)) يسألك الأنام فقل لهم=كم في حياتك ساعة استشهاد طلع القنوط عليك من أغواره=فرددت طائره وجأشك هادي ومضيت تستقصي الحياة وسرّها=في كلّ عاقلة وكلّ جماد حتى لكدت تحسّ هاجسة المنى=وتبين كم في النفس من أضداد أنت الذي أسرت به عزماته=والدرب غامضة على الروّاد والليل آفات على أغوارها=والهول أنجاد على الأنجاد إنّ الحقائق أنت ناشر بندها=في حين كان العلم كالإلحاد والعقل في الشرقّي من أوهامه=كالنسر في الأوهاق والاصفاد تشقى متى تشقى الشعوب بجهلها=وتعزّ حين تعز بالأفراد ألساهرين الليل مثل نجومه=فكأنهم للدهر بالمرصاد ألباذلين نفوسهم لم يسألوا=وعلى النفوس مدارع الفولاد خفضوا جناحهم وتحت برودهم=همم الملوك وصولة المرّاد لهم الزمان قديمه وحديثه=ما الناس في الدنيا سوى الآحاد أنّ الأنام على اختلاف عصورهم=جعلوا لأهل العلم صدّر النادي ما العيد للخمسين بل عيد النهى=وفنونه والخاطر الوقّاد عيد الحصافة والصحافة كلّها=في مصر ، في بيروت، في بغداد ما العيش بالأعوام كم من حقبة=كالمحو في عمر السواد العادي ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ=كالقفر طال به عناء الحادي وسوى حياة العبقريّ نقيسها=فتقاس بالآجال والآماد |
|
10-09-2010, 04:33 PM | #16 |
|
في الليل جلست وقد هجع الغافلون=أفكر في أمسنا والغد وكيف ، استبد بنا الظّلمون=وجاروا على الشّيخ والأمرد فخلت اللّواعج بين الجفون،=وأنّ جهّنم في طرقدي وضاق الفؤاد بما يكتم=فأرسلت العين مدرارها ذكرت الحروب وويلاتها=وما صنع السّيف والمدفع وكيف تجور على ذاتها=شعوب لها الرّتبة الأرفع وتخضب بالدّم راياتها=وكانت تذمّ الذي تصنع فباتت بما شيّدت تهدم=صروح العلوم وأسوارها نساء تجود بأولادها=على الموت، والموت لا يرحم وجند تذود بأكبادها=عن الأرض ، والأرض لا تعلم وتغدو الطّيور بأجسادها=فإن عطشت، فالشّراب الدّم وفي كلّ منزلة مأتم=تشقّ به الغيد أزرارها لقد شبع الذئب والأجل=وأقفرت الدّور والأربع فكم يقتل الجحفل الجحفل=ويفتك بالأروع الأروع ولن يرجع القتل من قتلوا=ولن يستعيدوا الّذي ضيّعوا فبئس الألى بالوغى علّموا=وبئس الألى أجّجوا نارها أمن أجل أن يسلم الواحد=تطلّ الدّماء وتفنى الألوف؟ ويزرع أولاده الوالد=لتحصدهم شفوات السّيوف؟ أمور يحار بها النّاقد=وتدمي فؤاد اللّبيب الحصيف فيا ليت شعري ، متى نفهم=معاني الحياة وأسرارها؟ وحوّلت طرفي إلى المشرق=فلم أر غير جيال الغيوم تحوم علىبدره المشرق=كما اجتمعت حول نفسي الغموم فأسندت رأسي إلى مرفقب=وقلت وقد غلبتني الهموم بربّك، أيّتها الأنجم،=متى تضع الحرب أوزارها؟ كما يقتل الطير في الجنّة=ويتنص الظّي في السّبسب كذلك يجنى على أمّتي=بلا سبب وبلا موجب فحتأم تؤخذ بالقوّة=ويقتصّ منها ولم تذنب؟ وكم تستكيين وتستسلم=وقد بلغ السّيل زنّارها؟ وسيقت إلى النّطع سوق النّعم=مغاويرها ورجال الأدب وكلّ امرىء لم يمت بالخذم=فقد قتلوه بسيف السّغب فما حرّك الضّيم فيها الشمم=ولا روية الدّم فيها الغضب تبدّلت النّاس والأنجم=ولّما تبدّل أطوارها أرى اللّيث يدفع عن غيضته=بأنيابه وبأظفاره ويجتمع النّمل في قريته=إذا خشي الغدر من جاره ويخشى الهزار على وكنته=فيدفع عنها بمنقاره فلا الكاسرات ، ولا الضّيغم=ولا الشّاة تمدح جزّارها عجبت من الضّاحك اللاّعب=وأهلوه بين القنا والسّيوف يبيتون في وجل ناصب=فإن أصبحوا لجأوا للكهوف ومّمن يصفقّ للضّارب=وأحبابه يجرعون الحتوف متى يذكر الوطن النّوم=كما تذكر الطّير أوكارها؟ |
|
10-09-2010, 04:34 PM | #17 |
|
سقوط بورت ارثور من أسود تسربلت بالحديد=و من الجنّ في رواء الجنود ينشدون الوغى و ما ينشد=الحسناء غير المتيّم المعمود كلّ قرم درع من الصبر=و درع مسرودة من حديد تحته أجرد أشدّ حنينا=و اشنياقا ألى الوغى من نجيد سابح عنده العسير يسير=و القصيّ القصيّ غير بعيد و صبا للنجوم من قد علاه=أصبح الجوّ تحته كالصعيد تحسب الأرض قد جرت يجرى=و تراه كأنّه في ركود إنّما يركب الجواد جواد=و يصون الذمار غير بليد و خميس يحكي النجوم انتظاما=عجبا من كواكب في بيد أوقع الرّعب في قلوب الضواري=فاستكانت كأنّها في قيود أصبحت تهجر المياه و كانت=لا ترى الماء غير ماء الوريد خافقات أعلامه ، أرأيتم=كقلوب العشّاق عند الصدود قاده ذلك الغضنفر ( نوجي )=و يناط الحسام بالصنديد رجل دونه الرجال مقاما=مشبه في الأنام بيت القصيد كلّ سيف في غير قيضة نوجي=فهو عند السيوف غير سعيد يا يراعي سل ( بورت أرثور ) عنه=إنّ تلك الحصون خير شهود معقل أصبحت جحافل هيتو=حوله كالعقود حول الجيد هجموا هجمة الضراغم لمّا=حسبوها فريسة للأسود و تعالى الضجيج للأفق حتى=كاد ذاك الضجيج بالأفق يودي و توالى هجومهم و المنايا=ضاحكات ، فيا لها من صيود كم جريح مضرّج بدماه=و قتيل على الثرى ممدود و أسير إلى أسير يساقون=تباعا إلى الشقاء العتيد أسطرهم مدافع الروس نارا=أصبحوا بعدها بغير جلود دامت الحرب أشهرا كلّما قيل=خبت نارها ذكت من جديد و المنايا تحوم السرايا=حومة العاشقين حول الغيد حيث حظّ المقدام مثل سواه=و كحظّ الكبير حظّ الوليد صبر الروس صبر أيوب للبلوى=على ذلك العدوّ العنيد غير أنّ االأيّام ( وستوسل )=يمني أجفانه بالهجود فتولاهم القنوط من النصر=فردّوا أسيافهم للغمود كان هذا للصّفر عيدا و عند= الروس ضربا من الليالي السود قلعة صانها الزمان فلولا =كيد نوجي لبشرت بالخلود |
|
10-09-2010, 04:36 PM | #18 |
|
يّها الراعي شهور العام أجمملها " ربيع "=و أبغضها إلى الدنيا " جمادى " و خير المال ما أمسى زكاة=و خير الناس من نفع العبادا بربّك قل لنا و خلاك ذمّ=أعيسى كان يذّخر العتادا ؟ تنبّه أيّها الراعي تنبّه=فمن حفظ الورى حفظ العبادا خرافك بين أشداق الضواري=و مثلك من حمى ووقى النقادا تبدّل أمنهم رعبا و خوفا=و صارت نار أكثرهم رمادا لقد أكل الجراد الأرض حتى=تمنّوا أنّهم صاروا جرادا فمالك لا تجود لهم بشيء=وقد رقّ العدوّ لهم وجادا ؟ و مالك لا تجيب لهم نداء=كأنّ سواك ، لا أنت ، المنادى ؟ ... وربّت ساهر في " بعلبك "=يشاطر جفنه النجم السّهادا يزيد الليل كربته اشتدادا=وفرط الهمّ ليلته سوادا إذا مال النعاس بأخدعيه=ثنى الذعر الكرى عنه وذادا به الداءان من سغب وخوف=فما ذاق الطعام و لا الرقادا تطوف به أصيبيه صغار=كأنّ وجوههم طليت جسادا جياع كلّما صاحوا و ناحوا=توهّم أنّ بعض الأرض مادا إذا ما استصرخوه وضاق ذرعا=نبا عنهم و ما جهل المرادا و لكن لم يدع بؤس اللّيالي=طريفا في يديه و لا تلادا و لو ترك الزّمان له فؤادا=لما تركت له البلوى فؤادا ... أتفترش الحرير و ترتديه=و يفترش الجنادل و القتادا و يطلب من نبات الأرض قوتا=و تأبى غير لحم الطير زادا و تهجع هانئا جذلا قريرا=و قد هجر الكرى وجفا الوسادا عجيب أن تكون كذا ضنينا=و لم تبصر بنا إلّا جوادا أما تخشى ذي لسان :=أمات الناس كي يحيي الجمادا ... لذاتك همّهم نفع البرايا=و همّك أن تكيد و أن تكادا نزلت بنا فأنزلناك سهلا=وزدناك النضار المستفادا فكان حزاؤنا أن قمت فينا=لاتعلّمنا القطيعة و البعادا فلمّا ثار ثائر حرّ=رجعت اليوم تمتدح الحيادا أتدفع بالغويّ إلى التمادي=و تعجب بعد ذلك إن تمادى ؟ سكتّ فقام في الأذهان شكّ=و قلت فأصبح الشّكّ اعتقادا تجهّمت القريض ففاض عتبا=و إن أحرجته فاض انتقادا و لولا أن أثرت الخلف فينا=وددنا لو محضناك الودادا |
|
10-09-2010, 04:38 PM | #19 |
|
الرزء الأليم عدمت قلبي لم يعدم الجلدا=و نال نفسي الردى إن لم تذب كمدا آها و لو نفعت آه أخا شجن=لم يبتع غيرها عند الأسى عضدا آها و لو لم يكن خطب ألمّ بنا=ما سطّرتها يدي في كاغد أبدا ألمرء مجتهد و الموت مجتهد=أن ليس يترك فوق الأرض مجتهدا ساوى الرضيع به شاب مفرقه=و العبد سيّده و الثعلب الأسدا قد غادر الفضل بالأحزان منفردا=من كان بالفضل دون الناس منفردا مات ( البيان ) بموت ( اليازجّي ) فمن=لم يبك هذا بكى هذا الذي فقدا و الله ما ولدت حواء أطهر من=هذا الفقيد فؤادا لا ولن تلدا أين ( الضياء ) الذي زان البلاد كما=يزين البدر في جنح الدّجى الجلدا ؟ أين اليراع الذي قد كان يطربنا=صريره في أديم الطرس منتقدا ؟ و أين أين سجاياه التي حسدت=يبكي الشقيق أخا والوالد الولدا أقسمت ما اهتز فوق الطرس لي قلم=إلاّ جعلت له دمعي البتيت مددا و لا تخذت أخا في الدهر يؤنسني=بعد الجليل سوى الحزن الذي وجدا |
|
10-09-2010, 10:10 PM | #20 |
|
إلى صديق يا من قربت من الفؤاد=و أنت عن عيني بعيد شوقي إليك أشدّ من=شوق السليم إلى الهجود أهوى لقاءك مثلما=يهوى أخو الظمإ الورود و تصدّني عنك النوى=و أصدّ عن هذا الصدود وردت نميقتك التي=جمعت من الدرّ النضيد فكأنّ لفظك لؤلؤ=و كأنّما القرطاس جيد أشكو إليك و لا يلام=إذا شكى العاني القيود دهرا بليدا ما ينيل=وداده إلاّ بليد و معاشرا ما فيهم=إن جئتهم غير الوعود متفرّجين و ما التفرنج=عندهم غير الجحود لا يعرفون من الشجاعة=غير ما عرف القرود سيّان قالوا بالرضى=عنّي أو السخط الشديد من ليس يصّدق في الوعود=فليس يصدّق في الوعيد نفر إذا عدّ الرجال=عددتهم طيّ اللحود تأبى السماح طباعهم=ما كلّ ذي مال يجود أسخاهم بنضاره=أقسى من الحجر الصلود جعد البنان بعرضه=يفدي اللجين من الوفود و يخاف من أضيافه=خوف الصغير من اليهود تعس امريء لا يستفيد=من الرجال و لا يفيد و أرى عديم النفع ان=وجوده ضرر الوجود |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ماضي, أبو, إيليا, الشاعر |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 0 والزوار 17) | |
|
|