اخر الاخبار هنا اخر الاخبار هنا اخر ااالاخبار هنا

عدد الضغطات : 5,208
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز
قريبا
بقلم :
قريبا

العودة   منتديات مشاعرهم الادبية > ۩۞۩الاقـــســــام الادبـــيــة۩ > المكتبه الادبيه لمشاعرهم
تحديث الصفحة الشاعر شوقي بزيع

رد علي الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-18-2011, 10:02 AM
كاتبة
مها يوسف غير متواجد حالياً
Lebanon     Female
قـائـمـة الأوسـمـة
وسام المسابقه الرمضانيه

لوني المفضل Darkblue
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 فترة الأقامة : 5485 يوم
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم : 227
 معدل التقييم : مها يوسف has a spectacular aura aboutمها يوسف has a spectacular aura aboutمها يوسف has a spectacular aura about
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الشاعر شوقي بزيع



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




الأشجار
شوقي بزيع

الزنزلخت


برهافة امرأة يداهمها النعاس على الأريكة
يستقلّ الزنزلخت جذوعه التعبى
ليلتمس الإقامة تحت شمس خائره
مغرورقاً أبداً بما ينسابُ
من عرق الجباه على الحنينِ
وما يفيض عن المنازل من نفاياتٍ
ومن تعب السنين الجائره
يغضي على نزواته
كفتىً طريّ العود داهمه البلوغُ،
ويستبدّ بروحه حيناً جموح صارخ
لتلقف الشهوات
من أوكارها الأولى
فيصهل حين ترمقه فتاة ما بنظرتها
ويجمح فوق قائمة الصبابات الوحيدة
مثل سرب من خيول لم تروّض
ثم يدرك أنه، كبقية الأشجار،
محض تطلّع أعمى إلى جسد الحياة،
فيستعيد هدوءه الدهريّ
منطوياً على أغصانه الخجلى
وما تذروه من وجع على عينيه
أفئدة الرياح الشاغره
الزنزلخت عصارة الأحلام
تأليف موسيقيّ الخشوع
لما ترسبّه المناحات الأليفة
فوق مجرى الدمع،
يولد من رياح غضة الأيدي
ويسلم نفسه،
كرموش عينيْ طفلة مجهولة الأبوين، للمجهول
ثم، كمن تذكّر فجأة حباً مضى
يرتدّ ثانية
ليجمع تحت أثقل خيبة
أوراقه المتناثره
لنسيجه طعم الفراق المرّ،
تسرف في تناوله النساء
إذا وقعن على حبيب لا يجيء،
كأنه، وهو الذي لا يحسن الإفصاح
لا يلوي على تمر من الأثمار
بل يرنو مريضاً
نحو نافذة الحياة الخاسرة
لكأنه شجر لغير زماننا
ولذا يظل بمأمن قبضة المتربصين به
غريباً لا تهش له الجرود
ولا تبادله الروائح نفثة
من عطرها المشبوب،
لا فصل يليق بما تكابد نفسه
لكنه يصل الفصول ببعضها،
مخضوضراً أبداً يظل الزنزلخت
ويرتمي متهالك الأنفاس
في حضن النجوم الغائره
الزنزلخت نزوعنا الصيفي للنسيان،
تكرارٌ عديم الشكل للتحليق فوق الموت،
ينهض كل يوم من مخابئه
ليسقي جنة أبدية الأقمار
تلمع فوق ريف العين،
وهو الجانب المرئي من لون الغياب
وطائر غض له شكل النبات
يطير بلا جناح في صباحات القرى
ليغط في صحو بعيد الغور
أو ليصير عند رحيله
خشباً لبيت الذاكره


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


آخر تعديل مها يوسف يوم 03-18-2011 في 10:08 AM.
قديم 03-18-2011, 10:12 AM   #2
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي




السنديان


هو أكثر الأشجار تعويلاً على ما فات،

عكّاز الطفولة
والثغاء الأوليّ لماعز الماضي

ولا تحتاج غصته إلى برهان

لنراه تلزمنا مناديلٌ تلوّح من بعيد

للسواقي البيض،

أحلامٌ لتبديد المخاوف
حول موقده الأليف

وعدة لتسلق السنوات حين نشيخ كالأمثال

تحت نشيجها الواهي

وتلزمنا معاول صلبة الأيدي

لنبحث، حيث يفترض النبات مقابر الأسلاف،

عن شجر نبادله الجذوع
وعن هواء كامل النسيان

السنديان ظهيرنا البريّ

لا شجر يعمّر في القرى إلا بإذن منه،

لا جرس يدندن في السفوح
بغير نخوته

وتمتحن الفحولة نفسها

بجماله الظمآن

السنديان رحيلنا الفطريّ

في طرق مؤبدة الشكوك

فحين يلوح قرص الشمس أخضر

في الظهيرة

ينتشي طرباً،

وحين تمرّر فوقه الذكرى جدائلها الطويلة
يستبدّ به أنين شاعري الرجع

يُسكر صوتُه الوديان

لكنّ في دمه الغضوب

بريق أفراس تحمحم في الهواء

ولن يكون بمستطاع الريح في الفلوات

أن تلوي عزيمته

فليس يموت إلا واقفاً

ويظل رغم سقوطه متوثباً

كتوثب النيران في الصوان

للسنديان طبيعتان
:
ضراوة شتوية للانقضاض

على دم المعنى،

وتوق مستمر للتحلق حول صيف الشكل
وهو يضيء بينهما

ممراً ضيق الخطوات

بين الوحش والإنسان



 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-18-2011, 10:14 AM   #3
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي






الخرّوب


ذات سماء ما

زرقاء ويانعة، كانت تتدفق موسيقى الأكوان

على الأكوان

ولم تكن الأشجار

سوى ريح خالصة الخيبة

نائمة في ناي مثقوب

ذات سماء ما

كان هلالان شقيقان

يطلان على الأرض من الأعلى

ويضيئان معاً شرفات دامعة الأهداب

وأودية بيضاء

وأسمال بيوت

ودخان حروب

لم يحدث عبر الأزمان أن افترقا

بل طفقا يثبان كجديين معاً

بين الأيام،

معاً رضعا من نهد الشمس
حليب أمومتهما الصافي

ومعاً كانا يبتاعان غيوماً

من أسواق الغيم السوداء

لتستر عريهما الفضي

وأوشاماً... وندوب

لكن، في أحد الأسحار،

تصدّت لهما نجمة صبح خضراء
وهوجاء الفتنة،

مضرمة تحت حرير جمالهما الرائق
عاصفة من شهوات حمرٍ،

وسياطِ براكينَ
ولسعِ ذنوبْ

ذات سماءٍ ما

كان هلالان شقيقان يسلاّن سيوفاً

تصقلها الغيرة بينهما بالأنياب

فيقتتلان كما لا يفعل أعتى الأعداء،

اقتتلا كغزالين على نبع
واقتتلا كغرابين على رمشين يفيضان سواداً،

وكعودين على وتر منهوب
وككأسين من الدمع اقتتلا

حتى انكشفت من حولهما

قيعان الأفلاك

وحتى انجلت الحرب عن الغالب والمغلوب

ذات سماءٍ ما

كان هلال يبيضّ ككفل المهر

بعيد غروب الشمس

ويصبح مذ فاز بنجمته

بدراً مكتمل الطلعة

محمولاً فوق سماء من شغف مشبوب

فيما راح الآخر

يهبط نحو الأرض

لكي يتقوّس كالقرن اليابس،

عريان وأسود،
في شجر الخروب
أبواب خلفية

في ذلك الركن القصيّ من الكتابة

حيث أفشل في تعقب فكرة

هربت من الإيقاع

يحدث فجأة أن تدخل امرأة إلى المقهى

وتجلس باتجاه البحر،

منعكساً على المرآة
كان جمالها ينحلّ في الصمت المحايد بيننا

كمراكب منهوبة الأحزان،

لم تتجشّم التحديق في أحد
من الجلساء،

لم تلحظ خلوّ يدي من الكلمات
بل فتحت كتاباً،

كان يرقد في حقيبتها،
وغامت في تضاعيف الكتاب
في ذلك الركن القصيّ من الكتابة

راح يعصف بي حنين جارف

للقفز فوق وجوديَ الفاني،

لتمكين المجاز من التطلع نحو مصدره
وتنقية الجمال من التراب

متأمّلاً في وجهها،

في اللامبالاة التي تعلو التفاتته
إلى الأشياء،

كدت أرى مجاراة الظلال
لضوئه العاري

النعاس كما لو أنه، متنكراً

في هيئة امرأة،

يجرّد جسمها الشفاف من جريانه
تحت الثياب

لكنني متأخراً أدركت

أني لم أكن أرنو إلى أحد،

فلا امرأة رأيت
سوى ما يستحيل بقوة التحديق

صورة ما نحب،

لذا، وقد امتحنت بدون جدوى
خيبة الكلمات

غادرت المكان كعادتي في مثل هذا الوقت

كي تأتي القصيدة في غيابي
!



 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-18-2011, 11:37 PM   #4
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



فراديس الوحشة
تترامى شمسُها الخضراءُ عن بُعْدٍ
وتنأى في الدُّخان
أبداً يرتدُّ عن أبراجها الطَّرْفُ
ويعلو جذعَها المكسوَّ بالحسرةِ
صَمْغُ الهذيانِ
شاخصاً من فُرْجَةِ القلبِ
إلى فوَّهةِ البئرِ التي تغسل بالأهدابِ
أقدام بُخارى


قلت للطفلِ الذي فيَّ:
انتظرْني
ربما أبلغ في خاتمة الرحلةِ
ما لم تطأ الأحلامُ من قَبْلُ
ولم تَمْسَسْ يدانِ
وتوغَلتُ بعيداً في السماواتِ
التي تفصلني عن برقها الخائرِ،
صادقتُ مفازاتٍ
وودياناً
وصادقتُ بقايا أنهرٍ
أخمدها الوقتُ
ولم يأخذ بأيديها إلى برِّ الأمانِ


لم يكن ليلٌ لأدعو نجمهُ
بوصَلَتي في التيهِ،
أو فجرٌ
لأستقوي بما يركض من أفراسهِ
في الغبش الفضيِّ،
لا ماضٍ لكي أمضي
ولا مستقبلٌ كي أُرهف السَّمْعَ
إلى الريح التي تفتضُّ كالسِّكينِ
أحشاء الثواني
مَنْ أذن يهتف لي
من خلف هذا الحائط المجهولِ،
مَنْ أثْخَنَ رأسي بالإجابات
التي ينخرُهُا الشكُّ
وصدري بالنياشين،
و مَنْ أطلقني كالمخلبِ الخاسرِ
في هذا الرِّهانِ؟
منشباً أوردتي العزلاءَ
في ما غيَّض الرملُ من الأفئدة الظمأى
وما يخفقُ كالغربان
في ليل الحيارى
رحتُ أستقرئُ صبَّار العذاباتِ العدائيَّ
الذي ينزفُ
مثل القنفذِ المخمورِ
من جلْد الصَّحارى
فتبدَّى لي، كمن في نومه يبصر،
شيخٌ، كنتُ قد عايْنتُهُ من قبلُ


في صورة أسلافي البعيدين
ومن غاصوا إلى اللُّجةِ
مثلي،
قلت: هل تعرفُها
هل تعرفُ الدرب إلى شمس بخارى؟
وإلى الباب الذي ينشقُّ
عن أمواجها الزُّرْقِ،
وهل يتسَّع العمرُ لكي أبلغها يوماً
وتُعشي ضوءَ عينيَّ
المناراتُ العذارى
قال: إني عائدٌ منها
ولا شيء بها مما تظنُّ


ليس في هذا المدى الأجوفِ
إلا رممٌ منهوبةُ الاسمِ
وفَخَّارُ عظامٍ بَلِيَتْ من شدةِ القَيْظِ
وأقدامٌ تئنُّ
ما الذي أفعلُهُ
في قلب هذا النفقِ الموحشِ،
قلتُ،
وأنَّى لي أن أرى
أبراجها الغرقى
ولا نار لكي يسترشد الأعمى،
ولا نَأْمَةَ،
لاشيء سوى رَجْعِ سعالِ
البشر الفانين


والأيدي التي صارت غباراً
هي ليست في مكانٍ أو زمانٍ
أو أوانٍ تمتم الشيخُ،
هي الخمرُ التي نفقدها
في ذروةِ النشوةِ،
طَعْمُ القُبَلِ الأوَّلُ،
برقُ الشِّعر في الرأس،
الشِّتاءات التي تُعْوِلُ
في خطِّ استواءِ الروحِ،
والماسُ الإلهيُّ الذي ما أن
يعرِّي وهجه المجروحَ
للأعينِ
حتى يتوارى


كلٌّ من يبحثُ عن لَيْلاه
في الهاجرةِ الصَّماءِ
أو يصطكُّ كالمقرورِ في بريَّةِ
الفقدانِ،
أو يبكي على أندلسٍ ضاعتْ
يسميِّها بخارى
بِمَ أستهدي إذن
في ذلك التيهِ المرائي
بِمَ أستهدي،
أنا القاطع خلفي
كلَّ ما يربطني بالأرضِ
والدائرُ مثل العقربِ الأخرقِ
في هذا الهباءِ


أتحرَّى على يدٍ يومئُ لي من خلفها
ياقوتُها الغاربُ،
عن صَفَّيْ قبابٍ
تتهجَّى صدرها الغضَّ
بلا جدوى
قلا أقواسُها بانتْ
ولا الريحُ التي استصرختُها
رَدَّتْ ندائي ………….
فجأةً،
بعد اشتعال الشَّيْبِ في الرأس
تجلَّى وجهها المشروخُ كالمرآةِ
في قلب العراءِ


هارب الأطيافِ
للأرض التي غادرتُها
في مطلع العمرِ
وللماضي الذي يشهقُ كالينبوعِ
في أقصى دمائي
وتَلَفَّتُّ،
لعلِّي مدركٌ أنقاضَ
مَنْ أوْدَعْتُهُ كنز انتظاراتي
وأسمال اشتهائي
فإذا الطفل الذي في داخلي
قد شاخ
والشمس التي أقصُدُها باتت ورائي


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-18-2011, 11:40 PM   #5
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



شوقي بزيع

مقطع من قصيدة شوقي بزيع الفائزة بجائزة سوق عكاظ لهذا العام.


هيئوا لي ثلوجا على قمم الأربعين
وشوكا لكي ينحني جسدي فوق صباره المر،
واستمعوا للخريف
الذي تتعاظم صفرته
في أقاصي الذبول
ولا تعدوني بشيء
سوى ما تزين لي وحشتي من كوابيسها
وارفعوني قليلا
لأشهد قصدير روحي
الذي يلمع الآن فوق سطوح المدن
وارفعوني قليلا
لأسند خابية العمر فوق الحصاة الأخيرة
فمن ألف عام أسير
ولا أجد امرأة
تشتري كبريائي الممرغ بالشوق،
أو تتبنى سقوطي على ركبتيها
كسرب من الأودية
كيف لي أن أرمم فخار صدري
وأكسو دمي بالهشيم
الذي يوحد مراياي في جنة ماضيه
كيف لي أن أقود مظاهرة من خطاي القديمة
نحو الصبي الذي شاخ في داخلي
أن أناديه من عتمة الأقبية:
هل أنا أنت؟
أم نحن وجهان لا يجريان إلى غاية
أو هدف
ومن نحن؟
من يصرخ الآن فينا: الظلال أم
أننا نقطة المنتصف
بين ما لا يجيء وما لا يعود؟
وهل نحن فاصلة بين حربين
أم وحشة تتدحرج نحو سديم النهايات؟
يا ولدا كنته قبل ثلاثين عاما أغثني
رد لي شفق السنديان
الذي كنت تركض بين ذراعيه،
أرملة البيلسان المشرد
والسنبلات اليتامى

جريدة عكاظ 25/8/2010م


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-18-2011, 11:42 PM   #6
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



أطياف وجدة

شوقي بزيع
نهران من ظمأ وخوف،
وردة نبتتْ مصادفة
على خط القوافل،
مهبط مستوحش للطائرات
تحطّ ثم تعود مسرعة إلى الأعلى،
انزلاق يد على جسد
من الأخطاء "وجدة"،
لم تزل من ألف عام ترتدي صحراءها
وتحالف الأسوار
كي تنجو من الريح العدوّة،
غير أن غزاتها تعبوا
ولم نتعب
وما برحت تصيخ إلى قطارات
ستخلف وعدها دوماً
وترحل باتجاه الشرق
ما برحت فنادقها تعدّ الشاي بالنعناع
للعشّاق لا يأتون،
والصلوات لا تكفي ليرفعها النخيلُ
إلى سماء ما
ولا يكفي البخورُ
لكي يقلّ دموعها نحو المحيط
فمن يصدّ الملح عن أطرافها
ويضخّ في "زنقاتها" الخرساء
أسئلة تصالحها مع الأسمنت
أو رئة
تصالحها مع النسيان؟،
هذا المركب المذبوح في بحر الجزائر
لا يجيبُ
ولا الغيوم على الجبال
تظلّل الأموات والنفط المهرّب
من محاجر تلمسانْ
نهران من ظمأ وخوف
ينهشان عروق وجدة كالأظافر
ثم ينتحبان في صمت
على الأبواب،
ليت لها يديْ مراكش الحمراء
كي تبني من الآجرّ
تمثالاً لعزلتها المقيمة،
أو غروب الشمس في "فاس"
لتغسل صدرها الذهبي
تحت قباب ماضيها
وترتجل الأذانْ
لكنها ليست سوى نصب
لأزمنة مضتْ
أو صرخة مرفوعة ضدّ الطبيعة
لا تصيبُ حقيقة غير الفراغ
ومرفأ غير الدخانْ
من أين يأتيها الغريب إذن؟
أقول،
ولا أرى حجراً يدل على منازلها
ولا أثراً لسيف "الزير" "2"
يدرأ عن مبانيها القراصنة الأوائل،
لا أرى سمّارها
في حلقة للأنس
أو شعراءها في المهرجانْ
قطع من الصمت المريب تجوب هدأتها
تلصق بالنوافذ
كلما اقترب المساء،
كأنّ أجنحة تطير بلا انتهاء
فوق ساحتها اليتيمة،
أو كأن خطى مغاربة سماويين
تدفعها على مهل
وتجعلها ظلال مدينة أخرى،
فأنّى لي أن أعرّفها
أنا الرحّالة الأعمى؟
وهل لي أن أصدق ما تلامسه يداي
من الزخارف والنقوش المغربية؟،
قلت: لا جدوى إذن!
سأعود من حيث ابتدأتُ،
منقّباً فيما وراء الاسم
عن معنى يخضّ دمي
كعاصفة من الخشخاش،
عن أرض بلا متنزّهين
تدور بي كالبحر فوق سفينة المجهول،
حيث، كمن تضاء له المدينة
في المنام،
تقدّمت نحوي يد أنثى
وطافت بي ممالك
لا يرى منها المسافر
غير برق أحمر الأمواج
يعدو بي وأتبعه
ويعدو بي وأتبعه،
فراشات من العبق اللذيذ
تطير في صدغيّ
لا تلوي على شيء،
دموع كارتعاشات النجوم
تسيل من ماء الحياة العذب
ثم تذوب في الأطراف
كالخدر الشديد
وأعود مما كنت فيه
فلا أرى الأنثى
ولا أجد المدينة،
بل سراباً جامداً يمضي
ويومئ من بعيد
لا شيء
إلا ذلك الوجد الذي زرعتهُ
في الأحشاء وجدةُ
قبل أن تنجو
وتتركني وحيداً من جديد


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-20-2011, 04:39 PM   #7
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



مقطع من قصيدة مرثية للغبار شوقي بزيع

شوقي بزيع


هيئوا لي ثلوجا على قمم الأربعين
وشوكا لكي ينحني جسدي فوق صباره المر،
واستمعوا للخريف
الذي تتعاظم صفرته
في أقاصي الذبول
ولا تعدوني بشيء
سوى ما تزين لي وحشتي من كوابيسها
وارفعوني قليلا
لأشهد قصدير روحي
الذي يلمع الآن فوق سطوح المدن
وارفعوني قليلا
لأسند خابية العمر فوق الحصاة الأخيرة
فمن ألف عام أسير
ولا أجد امرأة
تشتري كبريائي الممرغ بالشوق،
أو تتبنى سقوطي على ركبتيها
كسرب من الأودية
كيف لي أن أرمم فخار صدري
وأكسو دمي بالهشيم
الذي يوحد مراياي في جنة ماضيه
كيف لي أن أقود مظاهرة من خطاي القديمة
نحو الصبي الذي شاخ في داخلي
أن أناديه من عتمة الأقبية:
هل أنا أنت؟
أم نحن وجهان لا يجريان إلى غاية
أو هدف
ومن نحن؟
من يصرخ الآن فينا: الظلال أم
أننا نقطة المنتصف
بين ما لا يجيء وما لا يعود؟
وهل نحن فاصلة بين حربين
أم وحشة تتدحرج نحو سديم النهايات؟
يا ولدا كنته قبل ثلاثين عاما أغثني
رد لي شفق السنديان
الذي كنت تركض بين ذراعيه،
أرملة البيلسان المشرد
والسنبلات اليتامى


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 12-10-2012, 04:08 AM   #8
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



ذات سماءٍ ما
كان هلال يبيضّ ككفل المهر
بعيد غروب الشمس
ويصبح مذ فاز بنجمته
بدراً مكتمل الطلعة
محمولاً فوق سماء من شغف مشبوب
فيما راح الآخر
يهبط نحو الأرض
لكي يتقوّس كالقرن اليابس،
عريان وأسود،
في شجر الخروب


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
رد علي الموضوع

الكلمات الدلالية (Tags)
الشاعر, تضيع, شوقي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 09:07 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by عــراق تــ34ــم
تنويه هام : الادارة ليست مسؤولة عن اي عملية تبادل دون علمها