💉 خطأ طبي .. ولكن !

د. صلاح الدهان – استشاري طب الأسرة


بعد أن تأخرت دورتها الشهرية لمدة ثلاثة أسابيع عن موعدها، ذهبت مع زوجها للطبيب لإجراء فحص الحمل، وبعد انتظار دام طويلاً ، دخلا على الطبيب، أخبرته السيدة بمشكلتها ورغبتها في التأكد من الحمل أو عدمه، في أثناء ذلك، تكلم الزوج وأخبر الطبيب بأنه يشكو منذ يومين من ألم وحرقة عند التبول، فطلب الطبيب تحليل للحمل عن طريق البول للزوجة، وتحليل بول أخر للزوج لمعرفة نوع الالتهاب الذي يعاني منه وإعطائه مضاداً حيوياُ ليستخدمه حتى الموعد القادم.


بعد أيام حضر الزوجان للمتابعة ومعرفة نتائج التحاليل، استغرب الطبيب النتائج وبدأت علامة الحرج ترتسم على محياه .. !! فقد كانت نتيجة تحليل البول للرجل تدل على أنه حامل !! وتحليل البول للزوجة يدل على وجود صديد بسيط في بالبول ...فكيف حصل دلك ؟


ما يجول في خاطرك عزيزي القارئ ... هو نفس ما فكر به الطبيب ... فقد رجح أن السبب وراء ما جرى هو تبادل العينات، ووضع اسم ورقم أحد الزوجين مكان الأخر، وبهذا تم تدارك الأمر، فبدأت الزوجة متابعة الحمل، أما الزوج فقد تعافي من التهاب البول بعد المضاد الحيوي.


مر شهر على حمل الزوجة .. وقد كان حملها مريحاً فلا وجود للغثيان أو القيء كما في حملها السابق، ولكن ذلك لم يستمر طويلاً ... ففجأة نزل الدم يصاحبه الم في أسفل البطن يشبه الم الدورة الشهرية، فسارعت لزيارة أقرب مستشفى خوفاً من أن الإجهاض قد حدث .... فحص الطبيب المريضة فكان عنق الرحم مفتوحا بشكل بسيط ولا وجود للجنين بالأشعة الصوتية (السونار)!!
هنا ذكر الزوج للطبيب أنه يشك في صحة تحليل البول التي قامت به زوجته مع الطبيب السابق، خصوصا مع الخطأ الذي حصل في العينات وغياب أعراض الحمل المعتادة.


توجه نظر الطبيب إلى الزوج وقال له: "أرجو أن تعطينا عينة من البول" استغرب الزوج طلب الطبيب، فما الداعي لذلك؟


فقال الطبيب: "احضر العينة وسوف أخبرك"، وبعد تحليل عينة البول بفحص الحمل السريع، كانت المفاجئة .. الزوج حامل .. !!



فما هو تفسير هذا الأمر الغريب؟


لقد طلب الطبيب من الزوج أن يسمح له بفحص خصيتيه، وكان ما توقعه الطبيب .. فقد وجد ورم صغير في الخصية اليمنى !! ومن المعروف طبياً أن أحد أنواع الأورام السرطانية التي تصيب الخصية تقوم بإفراز الهرمون الذي يتم الفحص عنه لاكتشاف الحمل والمسمى (Beta-HCG) ...


ورب ضارة نافعة، فلولا هذا الخطأ وفطنة الطبيب لما تيسر اكتشاف المرض في هذا الوقت، وربما تأخر تشخيصه لمرحلة أخطر ..