الموضوع: شاعر ومشاعر
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-03-2010, 07:08 AM
عضو فخري
إسماعيل العبدول غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 244
 تاريخ التسجيل : Dec 2009
 فترة الأقامة : 5252 يوم
 أخر زيارة : 06-30-2011 (05:48 PM)
 المشاركات : 436 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : إسماعيل العبدول is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي شاعر ومشاعر



إذا كان الشعر بكل مدارسه هو
ذلك المكون الأدبي المعبر، عن التراسل الواعي للعقل الباطن، والمنفذ المحول ثورات الكبت إلى انفجار وتأوهات كلمات، الناشر من تفاعلاته المؤثرة حبرا ودموعا ، لتبثه كلمات تلج بهيا شفاه آخرين، وتحمله عقولهم وقلوبهم لكل المكامن المنتشرة بين الحواس..
وإذا كان الشعر هو ذلك المكون الثري بالإحساس ، المنبث بالكلمات المنبعثة من القلب، المساهم الأقوى أدبيا واجتماعيا وتراثيا، مما يساهم بالإثارة ، فيدفع بالانطلاق بعواطف محررة من خلال المفردات المعبرة في التعبير والتشبيه، وفي المجاز من خلال الاستعارة خيالا أو معنى، بمفردات معينة، وبما أن الشعر ومن أهم صفاته هو تجاوز القصور في لغة المشاعر،والتجاوز مجازاََ فيما بين ما نقوله، أو ما تشعر بهي، فترانا لذلك لا نحس بالتجاوز أو القصور اللغوي إن كنا نستثار بالشعر أو لأننا منكوبون بالشعر، لنعيش بالشعر ، ونبكي بالشعر، حتى لترانا وكأننا أحيانا نقذف دماءنا وأحشاءنا شعرا.. فترانا أحيانا وكأننا نصبح نذرف ما لم يذرفه الحبر نزفا
لنبدو كشعراء وكأننا نتهاوى تراجعا بمواجهة السؤال المر، بلوعة ومرارة، ذلك التساؤل الذي لا يزيد محتواه عن بضعة كلمات بفحواها وهي / ما لذي فعله لنا الشعر../
لنلحظ بريق أعيننا وهي تتغرغر بالحسرة قبل الدموع، فهل أشبعتنا أرغفة نطقها الشعر، وهل أروتنا كؤوس نثرت تأوها على مذابح الشعر، وهل فاضت بنا كلمة حق من خلال الشعر، كثيرا ما نتساءل.. إن استطاع دفئ الكلمات المتناثرة في القصائد وحرارتها . أن تقينا من رجفة برد ..أو أن تجلب لنا كل كلمات الحب والعشق والفداء شيئا، سوى الألم والنزوع لخلوة الوحدة، فهل استطاعت كل تلك الكلمات التي جعلتنا نذرف الدموع والدماء على أحباءنا،أو على أوطاننا ، أو على مصير عروبتنا ، أو جعلتنا نثور لانتهاك سيادة أراضينا، أو انتهاك عذارى فتياتنا حينما اغتصبهن الأعداء في العراق وفي فلسطين وفي أماكن أخرى أمام ناظرينا،أوحين انتهكت إنسانيتنا باسم الإنسانية ، لترانا رغم ذلك لا نزال نبتسم بل نفتخر حينما يقول الأعداء عنا بأننا عرباََ ، وحتى ودون أن ندرك بأنهم ينطقون ذلك احتقاراََ وازدراءََ واستهزاء... لترانا نغض النظر بابتسامة الخنوع والاستسلام , حتى حينما تنتهك حرمة نساءنا ، أو تنتهك علنا مبادئ ديننا الحنيف،فنطفئ نيران اشتعلت من شرارة بغض ولدها الأعداء بنزقهم ونزعتهم،بدموع ضحكاتنا البائسة الخانعة ، وجـُلـنا يعلم حق العلم بأن الأصالة منبتنا،وأن العروبة ثقافتنا،وإن الإسلام منهجنا ، وأن الشاعر الحق هو من نطق بالحق، أو من ثارت مشاعره لأجل إحقاق حق، لينطق بالحقيقة ،وبأي ثمن،لأن مصدر القصيدة ومضة وفحواها حكمة وثورة، ليفهم من ذلك القصد أو ما وراء القصد ،إن لم يكن السبب هو نقص المخاض، في المشاعر الإنسانية، جسدية كانت أم سمعية أو بصرية ،لأن الشاعر في تلك الحالة لن يكون شاعرا..بل هو أقرب للمستشعر الهجين الذي يزاول فحوى المشاعر ،بإست باحات زائفة..
فما هو الذي يعنينا بالشعر..وما الذي يجدينا من قول الشعر ..في ظل كل ذلك الظلم المحيط بنا..
غالبا ما يربكنا التساؤل،لأننا لازلنا نبحث عن
بصيص إجابة..فربما قد يكون طواها النسيان..
فأوجدتها خفايا الإنسان
ليلهمني رأي القراء

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك