يَا وَيحَ الهَوَى
تَدَانَى فِي دُجَى لَيلٍ نَدِيمٌ= أَتَى بِجِرَاحِ قَلبٍ فِي غَفَاءِ
وَ أيقَظَ شَجْوُهُ العَبَرَاتِ تَهْمِي = بِوَجْدٍ قَد دَهَى صَفْوَ المَسَاءِ
تُنَادِي الذِّكْرَيَاتُ عَلَى طُيُوفٍ = هَوَى قَسْرًا بِهَا جِسْرُ اللِّقَاءِ
فَمَا عَادَتْ إلَى وَادٍ رَحِيبٍ = وَ مَهْوَدِ عُمْرِهَا – رَغْمَ الرَّجَاءِ
فَهَذَا القَلبُ ذَاقَ جَمِيلَ قُرْبٍ = بِرُفقَةِ صُحْبَةٍ ، وَ سَنَا الوَفَاءِ
تَلَفَّتَ عَنْ يَسَارٍ بِاشْتِيَاقٍ = تَلَفَّتَ عَنْ يَمِينٍ بِالدُّعَاءِ
رَأَى أطْيَافَ أَمْسِ تَجُوبُ دَارً = وَقَد طَالَتْ عَلَيهِ رُؤَى الجَفَاءِ
تَحَدَّثَ كَالسَّمِيرِ إِلَى اللَّيَالِي = فَمَا وَهَبَ الحَدِيثُ سِوَى العَمَاءِ
وَ يَا وَيْحَ الهَوَى أَمْسَى بِشَوقٍ = يُنَاجِي رحْمَةً رَهْنَ القَضَاءِ
دَنَا أَمَلٌ ، وَ حُلْمٌ فِي عُيُونٍ = دَعَا لَهَفَاتِ رُوحٍ فِي عَنَاءِ
وَ عَانَقَتِ الظُّنُونُ جَفَا يَقِينٍ = وَ فَرَّ الوَعْدُ فِي عَتَمِ السَّمَاءِ
وَ صَارَ طَرِيدَ أشْبَاحَ التَّمَنِّي = صَرِيعَ الوَهْمِ فِي كَنَفِ العَزَاءِ
فَهلْ أزْرَى الزَّمَانُ عَلَيهِ يَومًا = وَ ضَيَّعَ فِي الدُّجَى طَوقَ النَّجَاءِ
شعر : عصام كمال ( مراد الساعي )
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك