عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-23-2014, 04:55 PM
مسعدة اليامي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2089
 تاريخ التسجيل : Oct 2012
 فترة الأقامة : 4233 يوم
 أخر زيارة : 11-23-2014 (03:51 PM)
 المشاركات : 225 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : مسعدة اليامي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ملامحك لا تشبهنا!





ملامحك لا تشبهنا!

(1)
وقف على ضفة الوادي متأملاً جمال الطبيعة... المتجلية تحت ضوء غروب الشمس بيوت طينية شامخة ..أشجار متدلية الثمار ,وأصوات طيور تحلق في أسراب, بحركات بهلوانية تحت قبة الأرض
رغم تراكم الغيوم إلا أن هناك فُرجات تتسلل منها خيوط الشمس الآفلة
ترجل عن سيارته... حاملاً على كتفه الكاميرا
ألتقط العديد من الصور لذلك الماء... الذي يشق المكان إلى ضفتين
تقصص على مسامعه سرد تاريخي ثابت الجذور
تسللت ملامح الطفولة إلى داخلهِ ,و هو يرى الأطفال يلعبون وسط الماء.. فرحين بذلك الطمث الطيني
كأنهم يرسمون أحلامهم الواهنة في بطون أمهاتهن, وضع الكاميرا جانباً
ربط ثوبهُ حول خصرهِ.. خلع نعلهِ متوجهن نحو الأطفال
شاركهم لعبهُم
بينما عدسة عينيه تلتقط تقاطر الناس... لمشاركة المكان فرحتهِ
الطفلية المخبوءة تحت ضلوعهِ
ما أن لمحها تحمل الكاميرا حتى حل إزارهِ ,وتوجه إليها بكامل سرعتيهِ
قائلاً لها : عيب نحن في السعودية

(2)

أوصلها الجوع إلى التنازل فأكلت من رغيف خبز جاف ,و متعفن الأطراف, لم تكتمل فرحتها حزنت وهي تشم رائحة الخبز الساخن في دار جارتها
عافت ذلك الرغيف.. الذي لا يسمن من جوع ,و لا يكفل لها أبسط الحقوق
لم تتمكن من صد العيون الراصدة ,والأفواه المفتوحة
الجميع يسأل بنظرات احتقار من أين لك ذلك ؟ و كيف حدث ؟ هل نزل عليك وحي من السماء ؟ أم غلبتك شهوتك البهيمية ؟
جمعت ورقة الحلال في كفها... كتمت أنفاسها ... حفرة في قعر البيت قبراً
دفنت في داخلهِ... لوعة زواج المسيار !
(3)
صعد إلى السيارة مطأطأ الرأس... تمنى لو أن عينهُ لم تعصب بظلام .. أوراق تلك الشجرة الساحرة!
تعلقت نظراتهُ بجمالها
فكان أول المعانقين
وضعها على شدقه الأيمن لاكها حتى تخدرت حواسهُ
خيل لهُ وهو يمتص إفرازها... أنهُ يمتص فم حورية.. أغرتهُ بشفتها التوتية
ظل طوال الليل يلوك ,و يعانق دخان الأرجيله بصدره
أثقل رئتيه فلم تعد قادرة على التنفس
خزن .. الكثير في فمهِ
ليكون أول السماسرة في بلده لمعضلة
التهريب!
(4)
نظر إلى ملامح وجه في ماء البئر الصافي
لمح تجاعيد الزمن على صفحاته
مسحها بكفه المرتعشة
طرق باب العراف باحثاً عن الشباب في نجماتهِ
أطل عليه في الحلم ثعبان ذهبي اللون خارج من قميصهُ
السحري
عضها بأنيابه التي أفرزت في طفولتها وهن الشيخوخة
ذبل الربيع بجوار الخريف... الذي أرتضى تسلق سلم الدجال
في حياة جديدة !


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك