الشاعر بدر شاكر السياب
ولد الشاعر بدر شاكر السياب في 25/12/1925 في قرية جيكور التي اغرم بها وهام أحدهما الآخر... وهي من قري قضاء (أبي الخصيب) في محافظة البصرة. والده: شاكر بن عبدالجبار بن مرزوق السياب، ولد في قرية (بكيع) واكمل دراسته في المدرسة الرشيدية في أبي الخصيب وفي البصرة أثناء العهد العثماني، زاول التجارة والأعمال الحرة وخسر في الجميع ثم توظف في دائرة (تموين أبي الخصيب) توفي في 7/5/1963. وأولاده (د. عبدالله وبدر ومصطفي). والدته: هي كريمة بنت سياب بن مرزوق السياب، توفيت قبله بمدة طويلة، وتركت معه اخوان اصغر منه، فتزوج ابوه امرأة أخري. قريته : هي قرية جيكور... قرية صغيرة لا يزيد عدد سكانها آنذاك علي (500) نسمة، اسمها مأخوذ في الأصل من الفارسية من لفظة (جوي كور) أي (الجدول الأعلي)، تحدثنا كتب التاريخ علي أنها كانت موقعاً من مواقع الزنج الحصينة، دورها بسيطة مبنية من طابوق اللبن، الطابوق غير المفخور بالنار وجذوع أشجار النخيل المتواجدة بكثرة في بساتين جيكور التي يملك (آل السياب) فيها أراضٍ مزروعة بالنخيل تنتشر فيها انهار صغيرة تأخذ مياهها من شط العرب...، وحين يرتفع المد تملئ الجداول بمائه، وكانت جيكور وارفة الظلال تنتشر فيها الفاكهة بأنواعها ـ مرتعاً وملعباً ـ وكان جوّها الشاعري الخلاب أحد ممهدات طاقة السياب الشعرية وذكرياته المبكرة فيه ظلت حتي أخريات حياته تمد شعره بالحياة والحيوية والتفجر (كانت الطفولة فيها بكل غناها وتوهجها تلمع أمام باصرته كالحلم... ويسجل بعض اجزائها وقصائده ملأي بهذه الصور الطفولية...) كما يقول صديقه الحميم، صديق الطفولة : الشاعر محمد علي إسماعيل. هذه القرية تابعة لقضاء أبي الخصيب الذي اسسه (القائد مرزوق أبي الخصيب) حاجب الخليفة المنصور عام 140 هـ والذي شهد وقائع تاريخية هامة سجّلها التاريخ العربي، ابرزها معركة الزنج ما تبعها من أحداث. هذا القضاء الذي برز فيه شعراء كثيرون منهم (محمد محمود) من مشاهير المجددين في عالم الشعر والنقد الحديث و(محمد علي إسماعيل) صاحب الشعر الكثير في المحافظة و(خليل إسماعيل) الذي ينظم المسرحيات الشعرية ويخرجها بنفسه ويصور ديكورها بريشته و(مصطفي كامل الياسين) شاعر و(مؤيد العبد الواحد) الشاعر الوجداني الرقيق وهو من رواة شعر السياب و(سعدي يوسف) الشاعر العراقي المعروف و(عبد اللطيف الدليشي) الاديب البصري و(عبد الستار عبد الرزاق الجمعة) وآخرين... نهر بويب : تنتشر في أبي الخصيب انهار صغيرة تأخذ مياهها من شط العرب وتتفرع إلي انهار صغيرة... منها (نهر بويب) ، النهر الذي ذكره الشاعر كثيراً في قصائده... هذا النهر الذي كان في الأصل وسيلة اروائية بساتين النخيل، يبعد عن شط العرب اكثر من كيلومتر واحد، والذي لا ينبع منه بل يأخذ مياهه من نهر آخر اسمه (بكيع) بتصغير كلمة (بقعه )، يتفرع إلي فرعين احدهما نهر بويب، أما الآن فهو مجري عادي صغير جفّت مياهه وغطّي النهر نباتات (الحلفاء) وبعض الحشائش. وفي السابق كان علي جانبيه أشجار الخوخ والمشمش والعنب، وكان بدر يحب ان يلعب في ماء بويب ويحلو له ان يلتقط المحار منه ويجلس علي نخلة ينظر الماء المنساب.. وفي لقاء مع (عبدالمجيد السياب) عم الشاعر قال...: (كنت أعرف مكان السياب علي النهر (نهر بويب) من الأوراق... إذ كان عندما يكتب يمزق كثيراً من الأوراق ويرميها في النهر فأهتدي بها إليه...). وعن سر اهتمام السياب بـ (بويب) قال السيد عبد المجيد..lفي نهاية الأربعينيات قرأت قصيدة لبابلو نيرودا يتحدث عن نهر لا اذكر اسمه وكان السياب قريب مني، فقرأ القصيدة واعتقد انه تأثر بها فكتب قصيدته (بويب)..). منزل الأقنان: قال أحمد عبدالعزيز السياب..: (ان دار السياب قد قسمت إلي قسمين... دار جدي... ومنزل الأقتان الذي خلّده كثيراً في شعره، يبعد هذا المنزل عشرين متراً عن الدار الحقيقية وهو بيت فلاحي جد بدر الذين استغلتهم عائلة السياب، وهو بيت واسع قديم مهجور كان يدعي (كوت المراجيح) وكان هذا البيت في العهد العثماني مأوي عبيد (أسرة السياب) وكان الشعر بدر قد جعل من منزل الأقتان في أيام طفولته مقر الجريدة كان يخطّها ويصدرها الشاعر بإسم (جيكور) يتناقلها صبيان القرية ثم تعود في ختام قراءتها من قبل أصدقاء بدر ليلصقها الشاعر علي حائط منزل الأقتان. بعض من ارتبط بهن وأحبهنّ: ,لآق. ولابد من ذكر من ارتبط بهن وأحبهن...: ـ كانت الراعية (هويله) هي أول امرأة خفق لها قلبه وأحبها، حيث كانت اكبر منه سنا ترعي أغنام لها، يقابلها خارج قريته، وفجأة تحول إلي حب فتاة جميلة عمرها آنذاك (15) سنة، كانت تأتي إلي قريته والسياب في عنفوان شبابه وهو الباحث عن الحنين فالتجأ يتشبث بحب (وفيقه) التي كانت تسكن علي مقربة من بيت الشاعر. كان البيت فيه شباكاً مصبوغاً باللون الأزرق يعلو عن الأرض مترا أو يطل علي درب قرب من بيت قديم، شباك وفيقة التي لم يسعده حظه في الزواج منها، في شباكها قال شعرا جميلا، ولم يعرف لحد الآن هل ان وفيقة كانت تبادله الحب أم لا. ولم يكن في جيكور مدرسة في ذلك الوقت، لذا كان علي السياب ان يسير مشيا إلي قرية (آل إبراهيم) الواقعة بالقرب من جيكور بعد ان انهي الصف الرابع بنجاح وانتقل إلي مدرسة المحمودية والتي كانت إدارة المدرسة مطلة علي الشارع، شناشيل ملونة، وكان بيت الجلبي يقع خلف المدرسة، كان الشاعر يجول في هذه الطرقات المؤدية إليه سيما وان له زملاء وهو بعيد عن جيكور، وكانت (ابنة الجلبي) فتاة جميلة كان يراها السياب وهو ماراً بزقاق يؤدي لمسكنها، فان يتغزل بها ويحبها من طرف واحد فقط. ـ وفي دار المعلمين العالية في بغداد وقع في حب جديد، فتاة بغدادية اخذت حظها من العلم والمعرفة ولها فوق ثقافتها جمال يأخذ بالالباب وهي التي يصفها بأن لها في وجهها غمّازة، تلبس العباءة وكانت عندما تمر به تضع العباءة علي وجهها كي لا تراه وكانت (نازك الملائكة) صديقة (لباب) التي احبها الشاعر من جانب واحد وكانت ذكية وجميلة جدا وكان أهلها يوصونها ان تعبس عندما تسير لكي لا يطمع الآخرون بملاحقتها وقد اعرضت عن كل الذين خطبوها. وأحب زميلة له حبا من طرف واحد أيضا وكان حبا افلاطونيا ارتفع حب الخيال حتي جاوز الحد وتضاءلت فيه رغبة الجسم فما كان منها إلا ان تتزوج رجلا ثريا وتترك السياب بآلامه. وتعرّف علي الشاعرة (لميعة عباس عمارة) في دار المعلمين العالية، وكانت علاقة... كانت بادئ ذي بدء ذات طابع سياسي ولكن ـ كعادته ـ وقع في حبها لأنها كانت من اخلص صديقاته، وقال فيها قصائد كثيرة ودعاها السياب لزيارته في جيكور وبقيت في ضيافته ثلاثة أيام كانا يخرجان سوية إلي بساتين قريته ويقرأ لها من شعره وهما في زورق صغير. ويتعرف الشاعر علي صديقة بلجيكية، اسمها (لوك لوران) وقد وعدته ان تزور قريته جيكور فكتب قصيدة تعتبر من أروع قصائده الغزلية... وشاء حظه ان يلتقي بمومس عمياء اسمها (سليمه) فاكتشف من خلالها عالم الليل والبغاء واكتشف اسرارا غريبة واعطانا صورة صادقة لما كانت تعانيه هذه الطبقة من الناس، فكانت قصيدته الرائعة (المومس العمياء) التي صوّر فيها الواقع الاجتماعي آنذاك وواقع المرأة بصورة خاصة. زواجه : ويتزوج السياب إحدي قريباته، وأحب زوجته فكان لها الزوج المثالي الوفي، وكانت هي كذلك، فقد انجبت منه غيداء وغيلان والاء، ولمّا اصابه المرض كانت مثال المرأة الحنونة، المحتملة كل متاعب والأم الحياة، حيث كانت الأيام معه اياما قاسية. تقول عنها زوجته السيدة اقبال...: (عندما تغدو قسوة الأيام ذكريات، تصبح جزءا لا يتجزأ من شعور الإنسان، تترسب في أعماقه طبقة صلبة يكاد يشعر بثقلها إذ ما تزال تشدني ذكرياتي معه كلما قرأت مأساة وسمعت بفاجعة). تقول عن كيفية زواجها منه...: لم أتعرف عليه بمعني الكلمة (التعارف والحب واللقاء) إنما كانت بيننا علاقة مصاهرة حيث ان اختي الكبري كانت زوجة لعم الشاعر (السيد عبدالقادر السياب) في أوائل الثلاثينات، وكان أخي قد تزوج من أسرة السياب، وبعد نيل الموافقة الرسمية تم عقد الزواج في 19 حزيران (يونيو) 1955 في البصرة ثم انتقلنا إلي بغداد كانت السنوات الثلاث الأخيرة من حياته فترة رهيبة عرف فيها صراع الحياة مع الموت. لقد زجّ بجسمه النحيل وعظامه الرقاق إلي حلبة هذا الصراع الذي جمع معاني الدنيا في سرير ضيق حيث راح الوهن وهو يتفجرعزيمة ورؤي وحبا، يقارع الجسم المتهافت المتداعي، وجه الموت يحملق به كل يوم فيصدّه الشاعر عنه بسيف من الكلمة... بالكلمة عاش بدر صراعه، كما يجب ان يعيش الشاعر، ولعل ذلك لبدر، كان الرمز الأخير والأمضّ، للصراع بين الحياة والموت الذي عاشه طوال عمره القصير علي مستوي شخصه ومستوي دنياه معاً. فهو قبل ذلك إذ كان جسده الضامر منتصبا، خفيفا، منطلقا يكاد لا يلقي علي الأرض ظلا لشدة شفافيته. للسياب اثار مطبوعة هي: ازهار ذابلة (شعر)، اساطير (شعر)، المومس العمياء (ملحمة شعرية)، حفار القبور (قصيدة طويلة)، الاسلحة والاطفال (قصيدة طويلة)، مختارات من الشعر العالمي الحديث (قصائد مترجمة)، انشودة المطر (شعر)، المعبد الغريق (شعر)، منزل الاقنان (شعر)، شناشيل ابنة الجلبي (شعر)، ديوان بجزئين (اصدار دار العودة). أما اثاره المخطوطة فهي: زئير العاصفة (شعر)، قلب اسيا (ملحمة شعرية)، القيامة الصغري (ملحمة شعرية)، من شعر ناظم حكمت (تراجم)، قصص قصيدة ونماذج بشرية، مقالات وبحوث مترجمة عن الانكليزية منها السياسية والادبية.. مقالات وردود نشرها في مجلة الاداب... شعره الاخير بعد سفره إلي الكويت ولم يطبع في ديوانه الاخير (شناشيل ابنة الجلبي) قصائد من ايديث ستويل. |
أنشودة المطر عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ، أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر . عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ... وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ، دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ، والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛ فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر ! كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ... وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ، ودغدغت صمت العصافير على الشجر أنشودةُ المطر ... مطر ... مطر ... مطر ... تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ . كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام : بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. " لا بدَّ أن تعودْ وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛ كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك ويلعن المياه والقَدَر وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ . مطر .. مطر .. أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟ وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟ وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟ بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ، كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر ! ومقلتاك بي تطيفان مع المطر وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ، كأنها تهمّ بالشروق فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ . أَصيح بالخليج : " يا خليجْ يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! " فيرجعُ الصّدى كأنّه النشيجْ : " يا خليج يا واهب المحار والردى .. " أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ، حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ لم تترك الرياح من ثمودْ في الوادِ من أثرْ . أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ، عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين : " مطر ... مطر ... مطر ... وفي العراق جوعْ وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ لتشبع الغربان والجراد وتطحن الشّوان والحجر رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ مطر ... مطر ... مطر ... وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ... مطر ... مطر ... ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء تغيمُ في الشتاء ويهطل المطر ، وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ . مطر ... مطر ... مطر ... في كل قطرة من المطر حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ . وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة ! مطر ... مطر ... مطر ... سيُعشبُ العراق بالمطر ... " أصيح بالخليج : " يا خليج .. يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! " فيرجع الصدى كأنَّه النشيج : " يا خليج يا واهب المحار والردى . " وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ، على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق من المهاجرين ظلّ يشرب الردى من لجَّة الخليج والقرار ، وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى . وأسمع الصدى يرنّ في الخليج " مطر .. مطر .. مطر .. في كلّ قطرة من المطرْ حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ . وكلّ دمعة من الجياع والعراة وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . " ويهطل المطرْ .. |
أقداح و أحلام
أنا لا أزال و في يدي قدحي= ياليل أين تفرق الشرب ما زلت أشربها و أشربها = حتى ترنح أفقك الرحب الشرق عُفر بالضباب فما = يبدو فأين سناك يا غرب؟ ما للنجوم غرقن ، من سأم = في ضوئهن و كادت الشهب ؟ أنا لا أزال و في يدي قدحي= ياليل أين تفرق الشرب ؟ ****** الحان بالشهوات مصطخب= حتى يكاد بهن ينهار و كأن مصاحبيه من ضرج = كفان مدهما لي العار كفان ؟!بل ثغران قد =صبغا بدم تدفق منه تيار كأسان ملؤهما طلى عصرت= من مهجتين رماهما الحب آو مخلبان عليهما مزق = حمراء تزعم أنها قلب ****** الخمر جمعت الدهور , وما=فيهن بين جوانب الحان ياويحها! أسكرتُ أم سكرتْ=أم نحن في السكرات سيّان رمت العوالم والدهور على =ثغري وفوق يدي وأجفاني كفي تمدّ فما تناولني =كأسا لعيني خمرها نهب وأصافح الدنيا .. فياعجبا =البعد لان .. وأعرض القرب ! ****** يا ليل ، أين تطوف بي قدمي ؟= في أي منعرج من الظلم تلك السبيل أكاد أعرفها =بالأمس خاصر طيفها حلمي هي غمد خنجرك الرهيب ، و قد= جردته و مسحت عنه دمي تلك السبيل على جوانبها= تتمزق الخطوات أو تكبو تتثاءب الأجساد جائعة = فيها كما يتثاءب الذئب حسناء يلهب عريها ظمأي= فأكاد أشرب ذلك العريا و أكاد أحطمه ، فتحطمني= عينان جائعتان كالدنيا غرست يد الحمى على فمها= زهرا طوى شهواتها طيّا إن فتحته بحرها شفة = سكرى يعربد فوقها ندب رقص اللهيب على كمائمه =و مشى الطلاء يهزه الوثب عين يرنح هدبها نفسي =وفم يقطع همسه الداء ويد على كتفي مجلجلة =رباه .. ويك !أتلك حواء لا كنت آدمها و لا لفحت= فردوسي الخمري صحراء صوت النعاس يرن في أفقي= فتذوب ناعسة به السحب إن الفراش يقيك ياقدمي= سوء العثار إذا دجى درب ****** أنا حائر متوجف قلق =كالظل بين جوانب البحر المد قربني إلى شبحي=والآن تبعدني يد الجزر وأنا الضياء تخيفني دجن= وأخاف أن سأضيع في الفجر يانوم كل عوالمي حجب =ولو التقيتك ذابت الحجب و انثال ، من سهري على =سهري ينبوعك المتثائب الرطب أثملت بين جوانحي أملا= ماكنت أعلم أنه أمل مثل الفراشة عاد يحبسها = دوح بذائب طله خضل لولا خفوق جناحها غفلت= بيض الأزاهر عنه والمقل أنا من ظلالك بين أودية = عذراء ، كل سهادها عشب هام الضباب على جوانبها = طل الوشاح كنجمة تخبو ****** أنا كوكب ظمآن ترعشه= نطف مؤرجة من السحر أنا غير جسمي عالمي حلم = بكر الظلال ، ولمحه عمري قلبي تغرّب عن أحبته =وانسل من نغماته وتري فإذا لثمت فغير خادعة = باتت لكل مخادع تصبو وإذا شدوت أرن في أفق = عبر السماء غنائي العذب ****** هو يافؤادي طيفها مسحت= عنه التراب أنامل الغسق هو غير تلك أما ترى ألقا = هو من دمائك أنت من حرقي هو غيرها .. غدرت ، وبادلني =حبي ، و ضمد بالسنا أفقي ومن المهازل أن يرى أمدا =بين الخيانة و الهوى _ هدب ؟ أين العوالم كيف غيّرها = نوم يرف وخاطر صب ****** خفقت ذوائبها على شفتي= و سنى فأسكر عطرها نفسي نهر من النفحات أرشفني= ريحا تريب مجامر الغلس فكأن نايا ضمخته يدا =آذار ناغم ليلة العرس فغفا و ما زالت ملاحنه= ملء الفضاء يعيدها الحب أو أن سوسنة يراقصها =رجع الغناء بشعرها تربو ****** ياقبلة أخذت على عجل =أفدي بعمري ذلك العجلا الشعر ستّر بالظلال فمي= فهوى على الوجنات واشتعلا فعلى جوانبهن منه سنا = يدعوه من جهل الهوى : خجلا فضح احمرارك ياخدود فما= زال يفضحني بما يحبو هو طفلك اللاهي ينازعه= أبدا إلى زهراتك اللعب ****** يا جسم ذاك الطيف ، أيا شبحا= من ذكرياتي يا هوى خدعا لعناتي الحنقات ما برحت =تعتاد خدرك و الظلام معا خفقت بأجنحة الغراب على =عينيك تنشر حولك الفزعا الصبح ، صبحك ، ضحك شامتة = دام و لليلك مضجع ينبو و إذا هلكت غدا ، فلا تجدي= قبرا و مزق صدرك الذئب ؟ ****** و البوم يملأ عشه نتفا= من شعرك المتعفر الضجر و يعود ثغرك للذباب لقى= و يداك مثقلتان بالحجر لا تدفعان أذاه عن شفة =بالأمس أخرس لغوها و تري و ليسق من دمك الخبث غداً= دوح تعشش فوقه الغرب تأوي الصلال إلى جوانبه =غرثى و يعوي تحته الكلب ****** ويعود من خشباته نزق=جان ، بمقبض خنجر دام ويعد منه سرير زانية= تهوى فتثقله بآثام وتظل أعواد المشانق من =أعواده ، كسيت بأجسام حتى إذا عصف الذبول به = وهوى عليه المعول العضب كان الوقود لقدر ساحرة = بين المقابر شأنها القشب |
هوى واحد ! على مقلتيك ارتشفت النجوم وعانقت آمالي الآيبة وسابقت حتى جناح الخيال بروحي إلى روحك الواثبة أطلت فكانت سناً ذائباً بعينيك في بسمة ذائبة * أأنت التي رددتها مناي أناشيد تحت ضياء القمر تغني بها في ليالي الربيع فتحلم أزهاره بالمطر ويمضي صداها يهز الضياء ويغفو على الزورق المنتظر * خذي الكأس بلي صداك العميق بما ارتج في قاعها من شراب خذي الكأس لا جف ذاك الرحيق و إلا صدى هامس في القرار ألا ليتني ما سقيت التراب * خذي الكأس إني زرعت الكروم على قبر ذاك الهوى الخاسر فأعراقها تستعيد الشراب وتشتفه من يد العاصر خذي الكأس إني نسيت الزمان فما في حياتي سوى حاضر * وكان انتظار لهذا الهوى جلوسي على الشاطيء المقفر وإرسال طرفي يجوب العباب ويرتد عن أفقه الأسمر إلى أن أهل الشراع الضحوك وقالت لك الأمنيات : أنظري * أأنكرت حتى هواك اللجوج وقلبي وأشواقك العارمة وضللت في وهدة الكبرياء صداها .. فيا لك من ظالمة تجنيت حتى حسبت النعاس ذبولا على الزهرة النائمة * أتنسين تحت التماع النجوم خطانا وأنفاسنا الواجفة وكيف احتضنا صدى في القلوب تغني به القبلة الراجفة صدى لج احتراق الشفاة وما زال في غيهب العاطفة * ورانت على الأعين الوامقات ظلال من القبلة النائية تنادي بها رغبة في الشفاة ويمنعها الشك .. والواشية فترتج عن ضغطة في اليدين جكعنا بها الدهر في ثانية * شقيقة روحي ألا تذكرين نداء سيبقى يجوب السنين وهمس من الأنجم الحالمات يهز التماعاتها بالرنين تسلل من فجوة في الستار إليك وقال ألا تذكرين * تعالي فما زال في مقلتي سنا ماج فيه اتقاد الفؤاد كما لاح في الجدول المطمئن خيال اللظى والنجوم البعاد فلا تزعمي أن هذا جليد ولا تزعمي أن هذا رماد؟ |
.وداع. أريقي على ساعدي الدموع و شدي على صدري المتعب فهيهات ألا أجوب الظلام بعيدا إلى ذلك الغيهب فلا تهمسي / غاب نجم السماء ففي الليل أكثر من كوكب ** وهل كان حلم بغير انتهاء و هل كان لحن بلا آخر ؟ لكي تحسبي أن هذا الغرام أبيد الرؤى ... خالد الحاضر و أنا سنبقى نعد السنين مواعيد في ظله الدائر ؟ ** على مقلتيك ارتماء عميق و ذكرى مساء تقول ارجع! نداء بعيد الصدى كالنجوم يراها حبيبان في مخدع ! يكاد اشتياقي يهز الحجاب و تومي ذراعي : هيا معي!! ** سأمضي ... فلا تحلمي بالإياب على وقع اقدامي النائية و لا تتبعيني إذا ما التفت ورائي إلى الشمعة الخابية يرنحها في يديك النحيب فتهتز من خلفك الرابية ** ستنسين هذا الجبين الحزين كما انحلت الغيمة الشاردة و غابت كحلم وراء التلال بعيداً.. سوى قطرة جامدة ستنثرها الريح عما قليل و تشربها التربة الباردة ** ورب اكتئاب يسيل الغروب على صمته الشاحب الساهم وأغنية في سكون الطريق تلاشت على هدأة العالم أثارا صدى تهمس الذكريات إذا ماانتهى همسة الحالم ** غداً.. حين يبلى وراء الزجاج كتا عليه اسمي الذابل و تنفض كفاك عنه الغبار و يخلو بك المخدع القاحل سيلقاك و جهي خلال السطور كما يسطع الكوكب الآفل ** إذا ما قرأن اللقاء الاخير تمنيت, في غفلة هاربة , لو استرجعت قبضتاك السنين لو استرجعت ليلة ذاهبة! و لكن شيئاً حواه الجدار تحدى أمانيك الكاذبة ** تلفت عن غير قصد هناك فأبصرت.. بالانتحار الخيال! حروفا من النار..ماذا تقول ؟ لقد مر ركب السنين الثقال و قد باح تقويمهن الحزين بأن اللقاء المرجى..محال!! |
أراها غداً أراها غداً هل أراها غدا وأنسى النوى أم يحول الردى فؤادي وهل في ضلوعي فؤاد لقد كدت أنساه لولا الصدى كأني به خاذلي أن تمر على بعد ما بيننا من مدى مشى العمر ما بيننا فاصلا فمن لي بأن اسبق الموعدا ومن لي بطي السنين الطوال ستمضي دموعي وحبي سدى أراها فأذكر أني القريب وأنسى الفتى الشارد المبعدا أراها فأنفض عنها السنين كما تنفض الريح برد الندى فتغدو وعمري أخو عمرها ويستوقف المولد المولدا أغض اذا ما بدت ناظري فهيهات تلعم كم سهدا ولو أنها نبئت بالغرام غرامي لقربت المنشدا وقالت أيعصى ندا الحب حرمت الهوى ان عصيت الندا سأنسى الجراحات والامنيات سوى أن عيني تراها غدا |
إتبعيني فالضحى رانت به الذكرى على شط بعيد حالم الأغوار بالنجم الوحيد وشراع يتوارى واتبعيني همسة في الزرقة الوسنى وظل من جناح يضمحل في بقايا ناعسات من سكون في بقايا من سكون في سكون ! ** هذه الأغوار يغشاها خيال هذه الأغوار لا يسبرها إلا ملال تعكس الأمواج في شبه انطفاء لونه المهجور في الشط الكئيب في صباح ومساء وأساطير سكارى ... في دروب في دروب أطفأ الماضي مداها وطواها فاتبعيني .. إتبعيني ** إتبعيني ... ها هي الشطآن يعلوها ذهول ناصل الألوان كالحلم القديم عادت الذكرى به ساج كأشباح نجوم نسي الصبح سناها والأفول في سهاد ناعس بين جفون في وجوم الشاطئ الخالي كعينيك انتظار وظلال تصبغ الريح وليل ونهار صفحة زرقاء تجلو في برود وابتسام غامض ظل الزمان للفراغ المتعب البالي على الشط الوحيد إتبعيني في غد يأتي سوانا عاشقان في غد حتى وإن لم تتبعني يعكس الموج على الشط الحزين والفراغ المتعب المخنوق أشباح السنين ** أمس جاء الموعد الخاوي وراحا يطرق الباب على الماضي على اليأس عليا كنت وحدي .. أرقب الساعة تقتات الصباحا وهي ترنو مثل عين القاتل القاسي إليا أمس.. في الأمس الذي لا تذكرينه ضوء الشطآن مصباح كئيب في سفينته واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا وتناءت في ارتخاء وتوان غمغمات مجهدات وأغاني وتلاشت تتبع الضوء الضئيلا أقبلي الآن ففي الأمس الذي لا تذكرينه ضوء الشطآن مصباح كئيب في سفينته واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا . |
أساطير أساطير من حشرجات الزمان نسيج اليد البالية رواها ظلام من الهاوية وغنى بها ميتان أساطير كالبيد ماج سراب عليها وشقت بقايا شهاب وأبصرت فيها بريق النضار يلاقي سدى من ظلال الرغيف وأبصرتني والستار الكثيف يواريك عني فضاع انتظار وخابت منى وانتهى عاشقان ** أساطير مثل المدى القاسيات تلاوينها من دم البائسين فكم أومضت في عيون الطغاة بما حملت من غبار السنين يقولون : وحي السماء فلو يسمع الأنبياء لما قهقهت ظلمة الهاوية بأسطورة بالية تجر القرون بمركبة من لظى في جنون لظى كالجنون ! ** وهذا الغرام اللجوج أيريد من لمسة باردة على إصبع من خيال الثلوج وأسطورة بائدة وعرافة أطلقت في الرمال بقايا سؤال وعينين تستطلعان الغيوب وتستشرقان الدروب فكان ابتهال وكانت صلاة تغفر وجه الآلة وتحنو عليه انطباق الشفاة ** تعالي فما زال نجم المساء يذيب السنا في النهار الغريق ويغشى سكون الطريق بلونين من ومضة واطفاء وهمس الهول الثقيل بدفء الشذى واكتئاب الغروب يذكرني بالرحيل شراع خلال التحايا يذوب وكف تلوح يا للعذاب ** تعالي فما زال لون السحاب حزينا .. يذكرني بالرحيل رحيل تعالي تعالي نذيب الزمان وساعة في عناق طويل ونصبح بالأرجوان شراعا وراء المدى وننسى الغدا على صدرك الدافئ العاطر كتهويمة الشاعر تعالي فملء الفضاء صدى هامس باللقاء يوسوس دون انتهاء ** على مقلتيك انتظار بعيد وشيء يؤيد ظلال يغمغم في جانبيها سؤال وشوق حزين يريد اعتصار السراب وتمزيق أسطورة الأولين فيا للعذاب جناحان خلف الحجاب شراع .. وغمغمة بالوداع !! |
أساطير أساطير من حشرجات الزمان نسيج اليد البالية رواها ظلام من الهاوية وغنى بها ميتان أساطير كالبيد ماج سراب عليها وشقت بقايا شهاب وأبصرت فيها بريق النضار يلاقي سدى من ظلال الرغيف وأبصرتني والستار الكثيف يواريك عني فضاع انتظار وخابت منى وانتهى عاشقان ** أساطير مثل المدى القاسيات تلاوينها من دم البائسين فكم أومضت في عيون الطغاة بما حملت من غبار السنين يقولون : وحي السماء فلو يسمع الأنبياء لما قهقهت ظلمة الهاوية بأسطورة بالية تجر القرون بمركبة من لظى في جنون لظى كالجنون ! ** وهذا الغرام اللجوج أيريد من لمسة باردة على إصبع من خيال الثلوج وأسطورة بائدة وعرافة أطلقت في الرمال بقايا سؤال وعينين تستطلعان الغيوب وتستشرقان الدروب فكان ابتهال وكانت صلاة تغفر وجه الآلة وتحنو عليه انطباق الشفاة ** تعالي فما زال نجم المساء يذيب السنا في النهار الغريق ويغشى سكون الطريق بلونين من ومضة واطفاء وهمس الهول الثقيل بدفء الشذى واكتئاب الغروب يذكرني بالرحيل شراع خلال التحايا يذوب وكف تلوح يا للعذاب ** تعالي فما زال لون السحاب حزينا .. يذكرني بالرحيل رحيل تعالي تعالي نذيب الزمان وساعة في عناق طويل ونصبح بالأرجوان شراعا وراء المدى وننسى الغدا على صدرك الدافئ العاطر كتهويمة الشاعر تعالي فملء الفضاء صدى هامس باللقاء يوسوس دون انتهاء ** على مقلتيك انتظار بعيد وشيء يؤيد ظلال يغمغم في جانبيها سؤال وشوق حزين يريد اعتصار السراب وتمزيق أسطورة الأولين فيا للعذاب جناحان خلف الحجاب شراع .. وغمغمة بالوداع !! |
والتف حولك ساعداي ومال جيدك في اشتهاء كالزهرة الوسنى فما أحسست إلا والشفاه فوق الشفاه وللمساء عطر يضوع فتسكرين به وأسكر من شذاه في الجيد والفم والذراع فأغيب في أفق بعيد مثلما ذاب الشراع في أرجوان الشاطئ النائي وأوغل في مداه شفتاك في شفتي عالقتان والنجم الضئيل يلقى سناه على بقايا راعشات من عناق ثم ارتخت عني يداك وأطبق الصمت الثقيل يا نشوة عبرى وإغفاء على ظل الفراق حلواَ كإغماء الفراشة من ذهول وانتشاء دوما إلى غير انتهاء يا همسة فوق الشفاة ذابت فكانت شبه آه يا سكرة مثل ارتجافات الغروب الهائمات رانت كما سكن الجناح وقد تناءى في الفضاء غرقي إلى غير انتهاء مثل النجوم الآفلات لا لن تراني لن أعود هيهات لكن الوعود تبقى تلحّ فخفّ أنت وسوف آتي في الخيال يوما إذا ما جئت أنت وربما سال الضياء فوق الوجوه الضاحكات وقد نسيت وما يزال بين الأرائك موضع خال يحدق في غباء هذا الفراغ أما تحس به يحدق في وجوم هذا الفراغ أنا الفراغ فخف أنت لكي يدوم ! هذا هواليوم الاخير ؟! واحسرتاه! أتصدقين؟ ألن تخفّ إلى لقاء؟ هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء ! ليت الكواكب لا تسير والساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق! خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق يا للعذاب أما بوسعك أن تقولي يعجزون عنا فماذا يصنعون لو أنني حان اللقاء فاقتادني نجم المساء في غمرة لا أستفيق إلا وأنت خصري تحت أضواء الطريق ؟! ليل ونافذة تضاء تقول إنك تسهرين أني أحسّك تهمسين في ذلك الصمت المميت ألن تخف إلى لقاء ليل ونافذة تضاء تغشى رؤاي وأنت فيها ثم ينحل الشعاع في ظلمة الليل العميق ويلوح ظلك من بعيد وهو يومئ بالوداع وأظل وحدي في الطريق |
الساعة الآن 10:59 PM. |